تلك الجمله التي اقنعتنا بكثير من الكلام.... ولن يعرف معناها إلا كل من عبر طريق السلط..... تبدا الحكاية في اي مدينه من حدود الجغرافيا..... ولكن السلط تضيف لنا نكهة أخرى تحت مضمون " حدود القلب"......
القلب الذي يحاكي السلط بصوت مرتفع..... السلط التي تبدأ حدود القلب بها من مقام الشهيد وصفي التل... ذلك الايقونة الاردنية الحاضرة في زمن الغياب.....
تلك هي السلط كانت وما زالت عروس البلقاء..... التي تكتمل زينتها وجمالها بمحبتها لشقياتها من المدن الاردنية.... ليرسموا لنا انصع الصور واجملها..... حافظات للكرامه وحارسات النهر.....
عندما نتحدث عن السلط.....
نتحدق عن تاريخ عريق......
نتحدث عن ابائنا واجدادنا وابائهم الذين انزرعوا من صلب تلك المدينه..... واقسموا اليمين والعهد بأن يحافطوا عليها..... وكانوا جُنود اوفياء..... تعايشوا بكل صدق ووفاء مع كروم وبساتبن التين والعنب..... تلك الكروم التي تمتد من الفحيص وصولا" لمدينة السلط..... وهنا تبدأ الحكاية....
حكاية ذلك الصباح الباكر.... وساعات الندى الجميلة..... وهم يتمشون بتلك البساتين ويستنشقون هواء بلادهم.... يقطفون التين السماري والخضاري وقطوف العنب وحبات الرمان..... رافعين الاكفف للسماء..... طالبين المراد..... بإن يحفط الله البلاد......
وفي المساء هناك حكاية اخرئ.... حكاية التعاضد والتكاثف الاجتماعي.... وهم يتسامرون ويشاركون
بعضهم البعض الافراح والاتراح..... بعاداتهم الجميلة الرائعه....
استذكر منها جيدا" عندما كانوا يرافقون موكب العروسين وودائعهم عند بوابة المدينة طريق عمان السلط......
تلك هي السلط بجبالها الجميله وشموخها .....
جبال الخندق والصافح.... جبال السلالم والنقب......
جبال المنشيه......
تلك هي حارات السلط.......
وشوارعها..... شارع الميدان وواد الاكراد....... الجدعه وادراجها..... شارع الحمام.....
وغيرها الكثير من الشوارع الجميلة...... ولا ننسى قرى تلك المدينه التي تشكل رونقا" جميله من خارج المدينه..... ام جوزه وعلان والزعتري والمضري...... وسندباد زي الجميلة..... وام العمد وشلالات الرميمين.....
وكفرهودا العشق.....
لنرجع الى الحكاية الاجمل وهو مطل شارع الستين.....
ذلك المطل الذي يطل بعمق المحبة والشوق ( ل فلسطين الحبيبة وجبال القدس).....
ذلك المطل الذي يمتد شارعه ليوصلنا الى الاحبة والجيران والانسباء ( عباد ملح البلاد) عيرا ويرقا ومن الجانب الاخر ( عارضة عباد)....
عندما نتحدث عن السلط نستذكر المنسف البلدي وخبز الشراك..... نستذكر الهيطلية واللزاقيات..... نستذكر ( الخلقة البلقاوية) بكل تفرعاتها... نستذكر اهازيج الهجيني والسامر والحاشي.....
اما العيزرية فهي حكاية اخرى.... كيف ولا وهي التي تحتضن بمقبرتها كل عزيز وفقيد.... وهي الممر والمعبر الوحيد الذي يقودنا شوقا" وحنانا" لمن فقدناهم..... فكل من يمر منها يقرأ الفاتحه لامواتنا المسلمين..... وهذا المشهد يتزامن ليتكرر بالجهه المقابلة للعيزريه..... وهو ( جبل القلعه) ٠٠٠٠٠٠
عندما نتحدث عن رمزية السلط..... نتحدث عن الحارة التي ارتبطها اسمها بالميدان..... ذلك الميدان الجميل الذي كان مسرحا" جميلا" لراكبي الخيل الاصيلة......
ونتحدث عن ( واد الإكراد) والذي هو واد ( بهيبة جبل)......
هنا هي السلط التي يعكس سكانها الطيبة والالفة والمحبة..... الذين يترجموا لنا بحياتهم البسيطة معاني النخَوة والشهامة.... فكانت نسيج وتشكيل إجتماعي.... بمثابة الام الحاضنة لكل قريب وبعيد.... وصغير وكبير.....
وهنا لا بد ان نستذكر اسمى واروع صور التعايش والتسامح الديني.....
نستذكر حارات الخضر..... تلك الحارات التي تعكس لنا معاني التأخي..... ببساطة اهلها وجمالية بيوتها وطيبة سكانها..... خصر المحبة والرقي.... خضر التآلف والصدق والاحترام.... حيث البيوت المدهشة.... والعريقة......
لنستكمل الحديث بمن جمعت رموز الدولة الاردنيه وهي المدرسة الام ( مدرسة السلط الثانوية) تلك المدرسة التي جمعت ع ادراجها الخشبية العديد من الاحبة على الصعيد الوطني.....من أبناء هذا الوطن الغاليين..... بكافة الاطياف ابتداءا" من عمان الحبيبة.... ومادبا العزيزة..... والزرقاء الغالية...... مرورا" ب إربد عروس الشمال وجرش الحضارة.... وعجلون المرتفعات الجميلة والماء العذب.... والمفرق بوابة الشرق ومدينة الشعراء.....