تقعُ منطقةُ البحرِ الميّتِ في المنطقةِ الفاصلةِ بينَ الأردنِّ وفلسطينِ إلى الجنوبِ من بلادِ الشّامِ، ومن أشهرِ ما تتميّزُ بهِ هذه المنطقة على المستوى الجغرافيِّ هو أنّها المنطقةُ الأخفضُ على مستوى العالمِ كلّهِ، أمّا على المستوى الدّينيّ فلها أهمّيّةٌ عظيمةٌ جداً لأنّها المنطقةُ التي وقعت فيها أحداث قصّة لوط –عليه السّلام- التي وردت في الكتبِ السّماويّةِ المقدّسةِ.
ولا يخفى على أحدٍ أهميّة هذه المنطقة على المستوى السّياحيّ؛ حيث تتمتّعُ بالعديدِ من المزايا التي جعلَتْها منطقةً من مناطقِ الجَذبِ السّياحيّ المهمّّة بالنّسبة للأردنّ وفلسطين على حدٍّ سواءٍ، منها أنّها منطقةٌ جميلةٌ، حيث تمتازُ المياهُ فيها بطابعٍ خاصٍّ لا يتوفّرُ في أيِّ منطقةٍ أُخرى، كما أنّها تُقصَدُ للعلاجِ من العديدِ من الأمراضِ.
فوائدُ أملاح البحر الميّت
تمتازُ أملاحُ مياهِ البحرِ الميّتِ بأنّها أملاحٌ نادرةٌ ذات كثافةٍ عاليةٍ، وقد تمّ اكتشافُها تاريخيّاً في أوقاتٍ سابقةٍ؛ فقد عرفَها الفراعنةُ، كما استخدَمَتها إحدى أشهرَ الشّخصيّاتِ الِمصريّةِ والعالميّةِ على الإطلاق وهي كليوبترا، والتي كانت مهتمةً باستعمالِها من أجلِ الحفاظِ على جِسمها ناعماً وجميلاً.
لأملاحِ البحرِ الميّتِ فوائدٌ جماليّةٌ؛ فهي تدخُلُ في صناعةِ مستحضراتِ التّقشيرِ؛ لأنّ بلّورةَ هذه الخلايا تُساعدُ على التقشيرِ وإزالةِ كافّةِ الخلايا الميّتة، ممّا يُؤدّي إلى تَنعيمِ البشرةِ دونَ تعريضِها للتّهيُّجاتِ المختلفةِ. كما أنّ لأملاحِ البحرِ الميّتِ فوائدٌ علاجيّةٌ؛ فهي تُساعدُ على علاجِ بعضِ الأمراضِ الجلديّةِ، وأمراضِ المفاصلِ، كما يُساعدُ استخدامُها في التّدليكِ على استرخاءِ عضلاتِ الجسمِ، ويُمكنُنا الاستفادة منها لإزالةِ ما احتَبَسَ منَ المياهِ في القَدمَين، ونستطيعُ استعمالَها ذائبةً في طينِ البحر، أو على شكلِ حبيباتٍ.
مصدرُ الأملاح في البحرِ الميّت
قد يتساءلُ أحدُهُم: من أينَ اكتسبَ البحرُ الميّتِ كلَّ هذه الخصائص؟ الجوابُ ببساطةٍ هو بسبب جريان المياه من وادي الأردنِّ منذُ آلافِ الّسنين؛ حيثُ استطاعَت هذه المياهُ أنْ تحملَ معها كميّاتٍ كبيرةً من المعادنِ الطّبيعيةِ والعناصرِ المختلفةِ ذات الفوائد الجمّة، ممّا أدى إلى تزايُدِ تركيزِ الأملاح في هذا البحر؛ حيثُ تُقدّرُ هذه الأملاحُ بحوالي مئتين وثمانين غراماً لكلّ كيلو جرام واحدٍ تقريباً، أمّا باقي البحار والمياه فتُقدّرُ كميةُ الأملاحِ الموجودةِ فيها بحوالي خمسة وثلاثين غراماً لكلّ كيلو جرام واحد تقريباً، وهي نسبةٌ مرتفعةٌ جداً. أمّا فيما يتعلّقُ بمياهِ البحرِ الميّتِ فهي تحتوي على العديدِ من العناصرِ المهمّةِ وبكمّياتٍ جيّدةٍ، منها الكالسيوم، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم، والرومين، والصّوديوم، والكبريت، والكَربونات، والعديدِ من العناصرِ الأخرى.