فرشتي أرض ملعبي.. بلا حكّام.. بلا "فار".. بلا جماهير.. بل بلا مدرّجات من الأساس.. شكّلتُ من جسدي مجموعاتي لتتصارع أو تتنافس.. يداي مجموعة.. قدماي مجموعة.. طحالي وبنكرياسي مجموعة.. وهكذا دواليك.. وكلّهم يتناحرون أو يتنافسون ليظفروا برأسي (الكأس)..!
يا لقلبي الرابض على غشّ.. يا من تتفرّج بل تتلقّى الركلات والرفشات والأهداف ومطلوب منك ألّا تئن أو تطلب استراحة..! أيها القلب العالمي الشاهد على صفعات يديك إليك.. والماكث تحت الأرض بفعل قدميك فيك..! أترى كيف يفعل بك طحالك أمام العالم أجمع؟ أترى كيف يتواطأ مع بنكرياسك ليتعادل معه كي تخرج لا غالب ولا مغلوب..؟!
أتفرّج مثل بقيّة العالم على كأس العالم.. وبشغف.. صرتُ أحفظ أسماء عشرات اللعيبة.. صرتُ أفهم في التسلّل وصرتُ أستاذًا في الركنيّات.. للحق المتعة تزداد..
ولكن بعد كل هذا العمر.. سرحتُ وسرحتُ وسرحتُ.. ويكفيكم شرّي عندما أسرح.. وطرحتُ على نفسي السؤال الماغص التالي: يعني ضروري أطلع تاع كتب وقراية وزفت فوق راسي؟ لماذا لم أكن لاعب كرة قدم وأبو أُم أحسن ثقافة..! معقول لا يوجد أي فرصة لكأس العالم لمن هم في الخمسين الآن.. لكنني أقولها لكم ليكون التعاقد على بياض: أنا أفضل من يجري في الملعب بلا توقّف لأنّ السياط على ظهره وأفشل من يواجه المرمى.. أنا تنقصني اللمسة الأخيرة فقط..!
كل مواقف حياتي بلا لمسة أخيرة..رغم أن مرماي سداح مداح حتى لمن لم يولد بعد..!