أنه وبتزامن "مونديال قطر 2022" مع اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وبالرغم من أن دولة فلسطين والإحتلال الإسرائيلي لا يشاركان في البطولة، إلا أن قضية فلسطين فَرضت حضورها بشكل بارز في المدرجات والإحتفاليات التي، واكبت كأس العالم الذي ينظم للمرة الأولى في الشرق الأوسط، وقد نقلت بعض الصحف عن مشجع إسرائيلي قوله؛ إن تنظيم البطولة والأجواء في قطر ممتازان، لكنْ هناك أمر سلبي واحد هو أن غالبية الجماهير هنا لا تقبل بوجود إسرائيليين.
وإن بطولة كأس العالم في قطر أصبحت مصدر نادراً، ومميزاً لوحدة الدول العربية في وجه حملة التشويه الغربي لدولة قطر وللعالم العربي والإسلامي، وساهم المونديال بشكل كبير في تراجع الإنقسامات داخل البيت الخليجي بسبب تنظيم قطر لهذه البطولة، ورغم أن ملايين الناس في قطر، وحول العالم، يستمتعون بمباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم المقامة حالياً في الدوحة منذ إنطلاقها فيما يزيد عن عدة أيام، إلا أن الجدل بشأن تلك البطولة، لم يتوقف حتى الآن، مما يجعلها أكثر المنافسات التي تعرضت للتسييس عبر تاريخ بطولات كأس العالم لكرة القدم.
وقد دفع الأمر العديد من الشخصيات الرياضية والسياسية في العالم إلى الدعوة للتوقف عن تسييس تلك البطولة، وجعلها مناسبة للتقارب بين شعوب العالم والإستمتاع بكرة القدم، وكان أبرز هذا الدعوات هي سلسلة التغريدات التي كتبها الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" بالعربية، عبر حسابه الرسمي على منصة التواصل الإجتماعي "تويتر"، بين شوطي مباراة منتخبي فرنسا، والدانمارك خلال البطولة، ودعا فيها إلى الحفاظ على الروح الرياضية في عالم يواجه سلسلة من الأزمات، مشدداً على أهمية إستغلال كأس العالم "قطر 2022" كمساحة لتقارب الشعوب "حول القيم العالمية.
وقال"نبيل أبوالياسين" رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، والباحث في القضايا العربية والدولية، في بيان صحفي صادر عنه اليوم «الثلاثاء» لوكالة نيروز الإخبارية، إن هناك صورة لا يراها الغرب في كأس العالم بدولة قطر، وهي أن فلسطين حاضرة بقوة في الأجواء العامة للبطولة بينما «إسرائيل» منبوذة بين الجماهير العربية، وغيرها من الجماهير العالمية.
وأضاف"أبوالياسين" أن أكبر وأشهر صحف في إسرائيل أجمعت كلها على أن إسرائيل فشلت في التغلغل في الشعور الشعبي، والثقافي العربي، وأن مونديال قطر 2022، أكد؛ وبشكل ملموس أن الوجود الإسرائيلي أمر مرفوض عند الشعوب العربية، وهذا ماجاء على صفحات تلكُما الصحف وهي «إسرائيل اليوم، يديعوت أحرونوت، هآرتس»، وأن الطريقة التي تم التعامل بها مع المراسلين الإسرائيليين، وبعض الوفود البروتوكولية في المونديال أكدت؛ أن إسرائيل فشلت فشلاً ذريعاً في معرفة حقيقة الوعي والثقافة العربية، وأن الوعي الشعبي العربي ضد جميع أشكال التطبيع مع إسرائيل، وهذا ما تم كشفه من خلال المونديال.
مضيفاً؛ أن دولة قطر وتنظيمها للمونديال أعادت قضية فلسطين للمستوى العالمي، وأن القيادة القطرية برئاسة الآمير"تميم بن حمد آل الثاني" ربحت الرهان في رد الإعتبار لمطالب الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة، وهذا ما شهدناه ، وشهدهُ العالم بأسرة، على منصات التواصل الإجتماعي من خلال ما تم تداولهُ من مقاطع لمشجعين عرب، من جنسيات قطرية، وسعودية، ولبنانية، ومغربية، ومصرية، وتونسية، وكويتية، وغيرهم رفضوا إجراء مقابلات مع، وسائل الإعلام الإسرائيلية عقب مباريات كأس العالم لكرة القدم في قطر.
متواصلاً؛ ولم يتوقف الرفض عند الجماهير العربية فقط بل رفضت مشجعة"يابانية" إجراء مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية، وكان إستمراراً لسلسلة الرفض الجماهيري، لوجود الصحافة الإسرائيلية في مونديال قطر 2022، حيث أراد الصحفي الإسرائيلي المعروف"راز شاشنيك" إجراء مقابلة مع إحدىّ مشجعات المنتخب الياباني، عقب فوز منتخبها على نظيره الألماني لكنها رفضت، وتركتة ومشت مسرعه من أمامة ما تسبب في إحراج الصحفي، ولم يوافق أحداً من المتواجدين بعمل أي لقاء معه.
وكان أبرز إنجازات «مونديال قطر» التاريخية هي تبادل الرايات، والمصافحات التاريخية بين قادة الدول وخاصة، رؤساء الدول الذي كانت بينهما خلافات سياسية دامت لعدة سنوات،
وأن دولة قطر رفعت الراس العربية، وشرفت العالم العربي بأكملة فضلاًعن؛ أنها أبهرت العالم بأكملة، وجمعت شعوب الدول العربية صفاً واحداً يتباهون بالمونديال وتنظيمة، ولقد فعل مونديال قطر خاصة، والرياضه عامة ماعجزت عنه السياسة من خلال قيادة قطر الشبابية، المتواكبة مع تطلعات شعبها، وشعوب الدول العربية، ومتواكبة أيضاً من التطوير التكنولوجي.
وكان أبرز ماجاء في المونديال
ما قالة أحد المشجعين العرب الذين رفضوا الحوار مع إحدىّ وسائل الإعلام الإسرائيلية "مجد شعث"إن كل أحرار العالم يجب أن يرفضوا إجراء مقابلات مع مراسلين يعملون لحساب مؤسسات صهيونية، أو إسرائيلية، وأن الدرس الذي يقدمه الجمهور العربي من وراء عدم التعامل مع الإسرائيليين نابع من أن أي حوار مع هؤلاء المراسلين هو إعتراف ضمني بوجود إسرائيل، وأن المقاطعة وعدم الحوار مع وسائل الإعلام موقف وسلاح ضد الرواية الإسرائيلية والترويج لها.
وأشاد"أبوالياسين" بموقف الجماهير العربية، والإسلامية، والعالمية في "مونديال قطر" الذين وضحوا من خلال مواقفهم النبيلة، أن الشعب الفلسطيني ليس لوحده في معركته ضد قوات الإحتلال الإسرائيلي، وأن هذه رسالة موجهة مباشرةً للشعب الفلسطيني حتى يتأكدوا أن الشعوب العربية والإسلامية وحتى العالمية معهم، كما أشاد؛ بموقف الملك "عبدالله الثاني" ملك المملكة الأردنية الهاشمية، الذي وجه رسالة لرئيس لجنة الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني شيخ نيانغ، أن القضية الفلسطينية كانت، وما زالت، وستبقى القضية المركزية في المنطقة.
ولفت" أبوالياسين" في بيانة الصحفي، لـ "نيروز " إلى الإنتقادات التي توالت على الغرب مؤخراً بسبب الهجوم السافر على دولة قطر الشقيقة حيثُ؛ إنتقد الأمريكي"مات وولش" فى برنامجه اليومي، والذي قال؛ إن وقاحة الغربيين الذين سعو لفرض ثقافتهم المليئة بالتجاوزات الأخلاقية، والشذوذ الذي يرفضة جميع الأديان على قطر وشعبها، التي نجحت فى فرض سيادة الدولة، وثقافتها، ودينها وأحبطت مخططات لوبيات الشذوذ فى العالم.
وفي السياق: إنتقد بعض الإعلاميين الفرنسيين، الهجمة الغربية على قطر حيث قالوا، إن الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" عبّر عن موقف بلاده الرسمي، وأن حملات مقاطعة المونديال لا يعتد بها، وأخرين إنتقدوا بسخرية، من الإستياء الإسرائيلي من الرفض الجماهيري العربي، والعالمي لهم، خلال تغطيتهم في المونديال قائلين ماذا كنتم تتوقعون؟ أن يقدموا لكم القهوة، فضلاًعن؛ إنتقاد النائبة الثانية لرئيس جمهورية كوستاريكا الموقف الغربي تجاة قطر، وقالت: إن
المونديال متميز ورائع، والمزاعم ضد دولة قطر جميعها كاذبة ومضللة.
وأكد"أبوالياسين"، لـ نيروز أن تنظيم مونديال قطر أصبح فرحة للجميع، وأن شعوب العالم العربي توحدوا خلف دولة قطر في كأس العالم، متجاهلين الهجوم الأوروبي، وأن القيادة القطرية صنعت المعجزات، وتغلبت على جميع العقبات، عندما توافرت الإرادة السياسية والذكاء معاً، وهذا شاهدنا وشاهدة العالم بأكملة لما فعلتة"قطر" في ظرف عشر سنوات فقط، مؤكداً؛ أن الهجمة الشرسة من الإعلام الغربي ضد دولة قطر، وإزدواجية الخطاب الذي شاهدناه منذُ فوزها بإستضافة المونديال باءت جميعها بالفشل، فهم"الغرب" يدافعون عن الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وهم جذور الإستبداد.
وختم"أبو الياسين" بيانة صحفي قائلاً: إن وسائل الإعلام في أوروبا أغلبها موجها، ولديها مشكلة مع حدوث نجاح في أي دولة عربية، ومسلمة، ومونديال قطر الذي أبهر العالم كشف، وبين بوضوح أن هناك غيرة، وحقد وحسد من نجاح الدول العربية، وأنهم كانوا لا يرغبون بنجاح قطر كدولة تعوّل على نفسها، كما كشف "المونديال"عن وجود عنصرية، وثقافة متجذّرة لدىّ الغرب وأوروبا، وأنهم لم يستوعبوا أن مدن المستقبل لم تعُد حكراً على العالم الغربي والأوروبي، وأن العالم بأكمله مدين اليوم بالإعتذار إلى قطر.