أرسلت شابة رسالة إلى مجموعة من الخبراء الطبيين تستفسر فيها عن حالة تعتقد أنها مرتبطة بمرض ما، وتقول: «في بعض الأحيان يرتعش جفن عيني ويتوقف لأيام حتى أسابيع. إنه أمر مزعج ومشتت للانتباه. كيف يمكنني إيقاف هذا الارتعاش؟ وهل هو مرتبط بمرض ما؟ وهل يجب أن أشعر بالقلق؟».
وترد الدكتورة ستيفاني إروين، أخصائية البصريات في معهد كول للعيون في كليفلاند كلينيك بالقول: «إن تشنجات الجفن رغم أنها مزعجة، لكن نادراً ما تكون علامة على شيء خطير».
أكثر أنواع تشنجات العين شيوعًا هو سلسلة من انقباضات العضلات تسمى «ميوكيميا الجفن»، والتي تنتج تقلصات لا إرادية ومتقطعة للجفن، وعادة ما يكون في الجزء السفلي منها.
وتضيف الدكتورة إروين: «إن عين واحدة فقط تتأثر في كل مرة لأن الارتعاش ينشأ في العضلة المحيطة بالعين، وليس في العصب». وتضيف: «يمكن أن تستمر التشنجات من ساعات إلى أيام إلى أشهر، وإذا استمرت لفترة طويلة من الزمن، أو صاحبته أعراض إضافية، فمن الجيد أن تتم مراجعة طبيب العيون للتأكد من عدم حدوث أي شيء آخر». وتابعت: «إذا انتشر الارتعاش إلى عضلات أخرى في الوجه أو إذا لاحظت ارتعاش كلتا العينين في الوقت نفسه، فهذه مؤشرات على وجود مشكلة أكثر خطورة، وتشمل الأعراض الأخرى تدلي الجفن أو ظهور العين الحمراء، ولكن إذا كان جفن واحد فقط يرتعش ويغلق، فعادة ما تكون حالة غير ضارة».
أسباب الحالة
بالنسبة لسبب حدوث ذلك، تقول الدكتورة أليس لورتش، طبيبة العيون في ولاية ماساتشوستس في بوسطن: «لا أحد يعرف بالضبط السبب، إلا أنه في بعض الأحيان ينجم عن تهيج بسيط، على سبيل المثال احتكاك العدسات اللاصقة بالجفن».
وقال الخبراء إن الأمر الأكثر شيوعًا هو الإجهاد وقلة النوم أو الإفراط في تناول الكافيين الذي يسبب ارتعاش الجفن. ويعتبر جفاف العين، وهو مرض شائع بين الذين يحدقون في الشاشات معظم اليوم، سببًا آخر، حيث إننا نرمش أقل عند النظر إلى الأجهزة الرقمية، مما يجعل أعيننا تشعر بالجفاف.
حلول ممكنة
وتقول الدكتورة لورتش: «إنه لا يوجد حل سريع لارتعاش الجفن بمجرد أن يبدأ، لكن قطرات العين التي تعمل على تليين العين، يمكن أن تساعد. ويفضل أن تختار تلك الخالية من المواد الحافظة، لأن المواد الحافظة الكيميائية يمكن أن تكون مزعجة في بعض الأحيان، ويمكنك أيضاً محاولة تدليك عينيك في الحمام أو تغطية عينيك بمنشفة مبللة ودافئة قبل النوم مباشرة، مما سيساعد على استرخاء عضلات عينيك وفتح الغدد الموجودة على هوامش الجفون، هذا يزيد من تدفق الزيت إلى العين ويبطئ تبخر الدموع، وتشمل الإجراءات الوقائية الأخرى الحصول على مزيد من الراحة وتقليل التوتر».
ويقول الدكتور راج ماتوري، المتحدث باسم الأكاديمية الأميركية لطب العيون: «يمكن أن يساعد تقليل تناول الكافيين أيضًا في منع ارتعاش العين، لأن الكميات الكبيرة من الكافيين يمكن أن تؤدي إلى توتر العضلات».
ومن المهم أيضاً الحفاظ على رطوبتك وتناول نظام غذائي متوازن يتضمن الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم (البطاطس والموز والعدس مصادر رائعة) والمغنيسيوم (الموجود في الخضار الورقية والحبوب الكاملة والفول والمكسرات والأسماك) والكالسيوم (منتجات الألبان، السردين، الخضر الورقية الداكنة أو حبوب الإفطار المدعمة)، لأن الاختلالات في هذه المعادن قد تؤدي إلى الارتعاشات.