ابتكر علماء من جامعة كوين ماري بلندن، اختبار دم بسيط يمكن من خلاله تشخيص التهاب عضلة القلب، الذي يعتبر مرضاً مميتاً، وفق ما كشفت عنه الدراسة التي نشرتها مجلة Circulation العلمية. والتهاب عضلة القلب حالة يصعب تشخيصها، وتشمل أعراضه ارتفاع درجة الحرارة والتعب وألماً في الصدر وضيقاً في التنفس، وهذه الأعراض يمكن بسهولة الخلط بينها وبين حالات مرضية أخرى.
الطريقة المتوافرة الآن لتشخيص هذا المرض هي خزعة القلب، وهي إجراء مكلف وخطير، ويمكن أن يفوت في بعض الأحيان علامات الحالة المرضية، وتشير التقديرات إلى وفاة شاب فجأة كل أسبوع في المملكة المتحدة بسبب التهاب عضلة القلب الذي لم يتم تشخيصه من قبل.
اكتشف فريق من الباحثين بقيادة البروفيسورة فيديريكا مارلي بيرغ بجامعة كوين ماري بلندن، أن وجود خلايا تائية (نوع من خلايا الدم البيضاء) التي بها جزيء يسمى cMet في الدم، يشير بقوة إلى أن الشخص لديه التهاب في عضلة القلب. ويقول الباحثون إن مستويات هذه الخلايا التائية المحتوية على cMet يمكن اكتشافها من خلال اختبار دم روتيني قد يكلف أقل من 50 جنيهًا إسترلينيًا مع توافر النتائج في غضون ساعات.
ويأمل الباحثون في أن تؤدي هذه النتيجة إلى تحسين تشخيص التهاب عضلة القلب ومساعدة الأشخاص في الحصول على العلاج الذي يحتاجون إليه في وقت مبكر، مما يقلل من خطر تعرضهم لمضاعفات تهدد الحياة، مثل عدم انتظام ضربات القلب أو قصور القلب.
مرض مناعي
في الدراسة، قارن الباحثون عينات الدم من عدة مجموعات من المرضى، بما في ذلك 34 شخصًا لديهم تشخيص نهائي بالتهاب عضلة القلب. وأظهر هذا أن المرضى الذين يعانون من التهاب عضلة القلب لديهم زيادة كبيرة في مستويات الخلايا التائية التي يوجد جزيء cMet على سطحها مقارنة بالمجموعات الأخرى، بما في ذلك مرضى النوبات القلبية، وأولئك الذين ليس لديهم حالة طبية.
وتضيف هذه النتائج دليلاً على أن التهاب عضلة القلب هو حالة من أمراض المناعة الذاتية، ووجد الفريق أن الخلايا التائية المعبرة عن cMet يتم تنشيطها بواسطة الجزيئات التي تعبر عنها خلايا القلب، مما ينتج عنه تفاعل مناعي ضد هذه الخلايا يؤدي إلى التهاب عضلة القلب.
واكتشف الباحثون أيضًا أنه في الفئران، يبدو أن الخلايا التائية مع جزيء cMet لها دور في دفع تطور الحالة، وأدى منع cMet بأدوية متاحة على نطاق واسع إلى تقليل شدة التهاب عضلة القلب.
وسيقوم الفريق بالتحقيق في هذه النتيجة بشكل أكبر في الدراسات المستقبلية، ويأملون أن تساعدهم في تطوير أول علاج موجه لالتهاب عضلة القلب.
آراء الخبراء
وتقول البروفيسورة فيديريكا مارلي بيرغ، أستاذة طب المناعة القلبية الوعائية في مؤسسة القلب البريطانية: «يعد التدخل المبكر أمرًا حاسمًا عند علاج التهاب عضلة القلب، ففي بعض الحالات يمكن أن يستغرق الأمر أسابيع فقط بين ظهور الأعراض وتطور قصور القلب، ولكن من دون تشخيص لا يمكن للأطباء أن يقدموا لمرضاهم العلاج المناسب».
وتضيف: «نعتقد أن هذا الاختبار الخاص بالتهاب عضلة القلب يمكن أن يكون إضافة بسيطة إلى فحوصات الدم الروتينية المطلوبة في جراحات الأطباء، وعند فحصه بالاقتران مع الأعراض، يمكن أن تسمح النتائج للأطباء العامين بتحديد ما إذا كان مرضاهم مصابين بالتهاب عضلة القلب بسهولة».
وتتابع الدكتورة فيديريكا: «بينما لا نزال بحاجة إلى تأكيد هذه النتائج في دراسة أكبر، نأمل ألا يمر وقت طويل حتى يتم استخدام اختبار الدم هذا بشكل منتظم».
معلومات من الدراسة
◄ التهاب عضلة القلب حالة يصعب تشخيصها وتشمل أعراضه ارتفاع الحرارة والتعب وألم في الصدر وضيق في التنفس.
◄ الطريقة المتوافرة الآن لتشخيص هذا المرض هي خزعة القلب.. وهي إجراء مُكلف وخطير.
◄ وجود خلايا تائية بها جزيء يسمى cMet في الدم يشير إلى أن الشخص لديه التهاب عضلة القلب.
◄ إيقاف عمل الجزيء cMet بالأدوية ساهم في تقليل شدة التهاب عضلة القلب لدى الفئران.