كشفت صور التقطتها أقمار اصطناعية زيادة كبيرة بعدد القبور في المقبرة الرئيسية بمدينة ماريوبول المحاصرة.
ووفق صور شركة "ماكسار تكنولوجيز"، تظهر الزيادة في القبور بمقبرة "ستاروكريمسك"، خلال الفترة الواقعة بين 29 مارس و30 نوفمبر.
وأظهرت صور أخرى الدمار الذي لحق بعشرات المباني في المدينة، وتضرر البنية التحتية بشكل كبير، وفقما ذكرت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية.
كذلك رصدت الصور بناء مجمع عسكري روسي جديد في شمال وسط المدينة، حيث يظهر شعار الجيش الروسي يظهر على السطح.
سيطرة روسية
وفي أبريل الماضي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن القوات الروسية "حررت" ماريوبول، مما جعلها أكبر مدينة تقع في أيدي روسيا منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وتمثل ماريوبول نقطة مهمة من الناحية الاستراتيجية إذ يسمح الاستيلاء عليها لروسيا بقطع جميع موانئ البحر الأسود التي تستخدمها أوكرانيا.
كما أن المدينة التي تبعد نحو 55 كيلومترا فقط عن الحدود الروسية، كانت مركزا رئيسيا لقيادة القوات الأوكرانية في عملياتها ضد القوات الانفصالية بمنطقة دونيتسك منذ 2014.
أهمية استراتيجية
تستمد ماريوبول، وهي ثاني أكبر مدن دونيتسك التي اعترفت روسيا باستقلالها هي ولوغانسك في فبراير الماضي، أهميتها الاستراتيجية من موقعها الجغرافي، فبها أكبر ميناء على بحر آزوف المتصل بالبحر الأسود عبر مضيق كيرتش.
يقترب عدد سكان ماريوبول من نصف مليون نسمة، وبها نسبة كبيرة من الروس إلى جانب الأوكرانيين واليونانيين والبيلاروس والأرمن وغيرهم.
بعد أحداث 2014 التي أطاحت نظام فيكتور يانوكوفيتش، تحولت ماريوبول إلى إحدى ساحات المواجهة بين السلطات الأوكرانية الجديدة ومعارضيها.
في أبريل 2014، أصبحت المدينة جزءا من جمهورية دونيتسك الانفصالية (المعلنة من طرف واحد)، قبل أن تستعيدها السلطات الأوكرانية في يونيو من العام ذاته نتيجة عملية هجومية خاضتها قوات الجيش النظامي وأفراد كتيبة آزوف، المشكلة من القوميين الأوكرانيين.
منذ ذلك الوقت، باتت ماريوبول مركزا عسكريا وسياسيا مهما للسلطات الأوكرانية على خط التماس بين طرفي النزاع المسلح في دونباس.