فقدت امرأة في مينيسوتا جزءًا من بصرها وعرّضت أسرتها بالكامل للخطر، من دون قصد، لخطر التسمم بالزئبق. ويرجّح أنّ السبب يعود إلى استخدام كريمات التجميل، التي تحتوي على مستويات عالية من المادة الكيميائية السامة، بحسب تقرير نشرته CNN حصرًا.
وكشف التقرير، الذي شاركته الدكتورة إيرين باتدورف، عن الأعراض الشاملة التي عانت منها الأم، وكيف وجدت الزيارات المنزلية التي أجرتها وكالة مكافحة التلوث في مينيسوتا (MPCA) مستويات عالية من الزئبق في غرف نوم الأطفال، ومنطقة الغسيل، والمناشف، والأسرّة.
وقالت باتدورف، الزميلة في علم السموم الطبية التي فحصت المرأة في منزلها، لشبكة CNN: "ليس لدى الناس أي فكرة.. لا أحد يرغب بإيذاء نفسه أو أفراد أسرته عمدًا.. لا توجد طريقة لمعرفة إذا كان الزئبق موجودًا في الكريمات أم لا، لأن ذلك غير منصوص على الملصقات".
وأُحيلت المرأة إلى فريق باتدورف بعدما أبلغت العديد من الأطباء عن مجموعة من الأعراض، تتراوح بين الأرق، وألم في الساق، إلى ضعف بالعضلات والشعور بالإرهاق، وفي النهاية فقدان رؤيتها المحيطية.
وكشفت الاختبارات السريرية عن مستويات مرتفعة من الزئبق في دمها وبولها.
وأوضحت باتدورف أن الأعراض الأكثر شيوعًا التي تعاينها من التسمم المحتمل بالزئبق، هي وخز أو تنميل في يدي المريض أو قدميه. ووصفت فقدان المرأة بصرها بأنه "أكثر الأعراض خطورة".
وقالت باتدورف : "لن تستعيد بصرها.. كونها امرأة شابة تعاني حاليًا من فقدان البصر، لأمر مخيف حقًا ومثير للقلق".
وأضافت عالمة السموم أنه يُحتمل أن يكون ثمة العديد من الأشخاص الذين يتعرضون لمستويات سامة من الزئبق ولم تظهر عليهم الأعراض حتى الآن.
ويعتقد خبراء، أنّ مصدر الزئبق في الواقعة التي حدثت مع المرأة، كان كريمات التجميل، التي يهدف العديد منها تبييض البشرة، التي وُجدت في منزل العائلة، وقامت "باتدورف" ووكالة مكافحة التلوث في مينيسوتا، بزيارة منزل المرأة مرتين، خلال عام واحد.
في الزيارة الأولى، عرضت على الفريق كريمات تجميل لتبييض البشرة اشترتها المرأة من خارج الولايات المتحدة، لكنها قالت إنها لم تعد تستخدمها، ووجدت الوكالة أن كمية الزئبق في اثنين من هذه المنتجات أعلى بآلاف عدّة من المستويات المسموح بها، لكن لم يتم الإشارة إلى الزئبق كمكّون في المنتجات، وفقًا للفريق.
وفي ذلك الوقت، لم تعتبر الوكالة أنّ مستويات الزئبق في منزلها يشكّل مصدر قلق، لكن على مدار عام، كانت مستويات مرتفعة من الزئبق موجودة في جسم المرأة.
ولا يزال من السهل الوصول إلى منتجات التجميل التي تحتوي على الزئبق بمراكز التسوق والأسواق المحلية في أنحاء الولايات المتحدة، ومن خلال تجار التجزئة عبر الإنترنت، بحسب قول الخبراء.
وتدعو باتدورف وغيرها من الخبراء إلى زيادة الوعي والاختبار المنتظم للمنتجات، مع تطبيق لوائح أكثر صرامة للمساعدة بحلّ هذه المشكلة.
وفي العام 2020، صدر تحذير صحي في ولاية مينيسوتا بعدما أصيبت امرأة بتلف في الكلى، وطفح جلدي، وأعراض أخرى، ضمنًا الأرق والاكتئاب، وذلك بعد استخدام كريمات تبييض البشرة التي فشلت مرة أخرى بالكشف عن احتوائها على الزئبق.
مشكلة منتشرة وجدت دراسات الفحص التي أجراها فريق المراقبة الحيوية بوزارة الصحة في مينيسوتا (MDH) بين عامي 2015 و2019 أيضًا مستويات مرتفعة من الزئبق في بول العديد من الأشخاص الذين استخدموا منتجات تبييض البشرة، ضمنًا النساء الحوامل.
وتظهر نتائج الدراسات غير المنشورة سابقًا، التي تمت مشاركتها حصرًا مع CNN، أن زيارات المتابعة المنزلية لبعض هؤلاء النساء كشفت عن مستويات عالية من بخار الزئبق في الهواء، لا سيّما في غسالاتهنّ.
وقالت باتدورف: "أي شخص يستخدم منتجًا لتفتيح البشرة يحتوي على الزئبق، لسوء الحظ، سيُعرّض الأسرة بأكملها للخطر.. لا توجد طريقة للتأكد من عدم انتقال أي تلوث بالزئبق إلى أفراد الأسرة الآخرين.. هذه ليست الطريقة التي يعمل بها الزئبق".