حمل عام 2022 الكثير من الأخبار الاقتصادية التي حركت الأسواق بشكل سلبي، وكان حافلاً بالأحداث الاقتصادية المربكة.
وفي الوقت الذي تستعد فيه الأسواق لاستقبال عام جديد، تتجه أنظار المستثمرين إلى عام 2023 لمحاولة استكشاف أفضل أنواع الاستثمارات، التي يمكن أن تشكل جزءاً من محفظتهم الاستثمارية للسنة الجديدة.
وبحسب الخبراء فإن المشهد الاستثماري لعام 2023، يتطلب الدقة والتركيز على الاستثمارات القادرة على مقاومة الركود والتضخم، مع الأخذ في الاعتبار أن السيطرة على التوقعات في الوضع الحالي، باتت أمراً شديد الصعوبة.
أسهم ذات قوة شرائية
يقول المدير التنفيذي لشركة "انترماركت استراتيجي"، أشرف العايدي في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن أفضل الاستثمارات التي يمكن القيام بها في عام 2023، ستكون تلك المرتبطة بالشركات والأسهم التي تملك فعالية في المقاومة ضد الركود والتضخم، مشيراً إلى أن أسهم شركات مناجم الذهب والشركات التي تنتج المعادن مثل النحاس، ستكون من الأسهم التي تحتفظ بقوتها الشرائية في العام المقبل.
منتجات تقاوم الركود
ويضيف العايدي أن أفضل الاستثمارات التي يمكن القيام بها في العام الجديد، ترتبط أيضاً بالشركات التي تتخصص بالمستهلكين وتحديداً تلك التي تعتمد على المنتجات التي تقاوم الركود مثل "بروكتر آند غامبل" التي تعد أكبر شركة لصناعة المواد الاستهلاكية في العالم، وشركة "جونسون آند جونسون"، مجدداً تأكيده على أن 2023 سيكون عام الاستثمار بالأسهم التي تحافظ على قوتها الشرائية والأسهم التي توزع الأرباح وليس الأسهم التي تعتمد على نمو السعر مثل التكنولوجيا.
سندات الخزانة الأميركية
يقول البروفسور بيار الخوري وهو أكاديمي وخبير اقتصادي، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن الفائدة الأميركية ستكون المرجعية في تحديد الاستثمارات الأقل والأكثر خطورة في 2023، وبناءً على توجه الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لمزيد من رفع الفائدة، يمكن القول إن سندات الخزانة الأميركية، ستكون حاملة لقب "الملاذ الآمن" في 2023، في حين أن سوق العقارات، ستكون استثماراً عالي المخاطر، فارتفاع أسعار الفوائد يخفّض أسعار الأصول وبشكل خاص أسعار الأصول العقارية.
وبحسب الخوري، فإن الاستثمار الأكثر خطورة في 2023 سيكون في عالم التواصل الاجتماعي والكريبتو، مشيراً الى أن عام 2022 أظهر وجود عامل ارتباط قوي، بين تراجع الكريبتو وتراجع منصات التواصل، فالانهيارات الكبيرة ضربت الجهتين وأدت الى عزوف المستثمرين عنهما، مرجحاً أن يستمر هذا الوضع في 2023.
أسهم الطاقة النظيفة
وشدد الخوري على أن السيطرة على التوقعات في الوضع الحالي باتت أمراً شديد الصعوبة، في ظل الظروف شديدة التغيّر كالتي نمر بها، ومن هذا المنطلق يجب على المستثمرين تنويع محفظة استثماراتهم بين أسهم ومعادن، مع ضرورة التركيز على الأسهم التي ترتبط بالطاقة النظيفة، والتي أثبتت التطورات أنها أسهم قوية رغم الأزمات.