قالت وزيرة الثقافة هيفاء النجار إن الثقافة، تعد من أهم محركات التنمية المستدامة، كما أن الإبداع والابتكار من الشروط المسبقة لثقافة فاعلة ومندمجة.
وووفقا لبيان صحفي صادر عن الوزارة اليوم الأربعاء، جاء ذلك خلال مشاركتها في الدورة الـ23 لمؤتمر وزراء الثقافة العرب الذي بدأ فعالياته اليوم بعنوان "الثقافة والمستقبل الأخضر"، ويعقد في العاصمة السعودية الرياض تحت رعاية الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم بتنظيم وزارة الثقافة السعودية بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو).
وأضافت النجار ان للتغير المناخي آثارا خطيرة على الإنسان والبشرية بالعموم، وهو ما يستدعي العمل لفهم وترقية الطريقة التي يتصور بها الناس الآثار السلبية للتغير المناخي، والتي تبنى وتتشكل من خلال تفاعلاتهم الإجتماعية والآراء الثقافية العالمية المتضمنة للإعتقادات الأساسية حول المجتمع والطبيعة- ستؤثر بالإمكانية والقابلية لتخطيط التكيف، وصناعة السياسة، والتطبيق.
وأكدت ضرورة توظيف الثقافة لخلق "سيناريو" يتجلى فيه تصور التغير المناخي اجتماعيا، من خلال خلق أفكار حول التغير المناخي تنتج بواسطة السياقات الثقافية المؤسسية عبر النطاقات المحلية إلى العالمية.
ودعت إلى ضرورة تحديد الأولويات المحلية والإقليمية، وتعزيز تطوير علاقات جديدة للبحث والتخطيط للتكيف من خلال المساعدة في تشخيص الحواجز للتكيف مع التغير المناخي، ومساعدة تحسين الإتصال من خلال تأطير وإعادة تأطير قضايا المناخ بناء على تفاهمات مشتركة وتعلم جمعي، والمساعدة في الانتقال من الصراع إلى التعاون من خلال مفاوضات أفضل للآراء العالمية المتنوعة.
ولفتت إلى أهمية أن تعنى المؤسسات الثقافية بالتفضيلات والأولويات للتكيف مع التغير المناخي باعتباره سلوكا جمعيا، واستراتيجيا، وهادفا للاستجابة من خلال إدارة وتنظيم الموارد الطبيعية، مبينة أن فهم التكيف مع التغير المناخي-باعتباره عملية ثقافية يعد من أهم المرتكزات والشروط المسبقة لنجاح مشروعنا "الثقافة والمستقبل الأخضر".
وأكدت النجار أن اعتماد اليونسكو للمنهج الشمولي لموضعة السياسات الثقافية في قلب السياسات العامة العالمية، ينسجم مع الوظيفة التي يُراد للثقافة أن تؤديها في تحقيق التوازنات التنموية المؤملة، وهو ما يتوافق مع المناقشات التي تجري في مختلف المنتديات الخاصة بمخاطر التغير المناخي حول النهج متعدد الأبعاد للوصول إلى صافي الصفر من الانبعاثات، وتحقيق العديد من المبادرات.
ولفتت إلى أن السياسات الداعمة للإبداع والابتكار تكتسب أولوية، عبر جميع الفضاءات لكونها تكتسب حلولا خلاقة لمعالجة مخاطر التغير المناخي، والمساعدة في بناء مؤسسات ثقافية قاعدية تتبنى تصورات وحلول صديقة للبيئة، خصوصا، في ظل النمو الكبير للصناعات الثقافية والإبداعية باعتبارها أهم محركات التنمية.
وبينت أن الاستثمار في المعارف المعاصرة وتوظيف أفضل للصناعات الثقافية والإبداعية، يمكن أن يسهم بصورة فعَّالة في وضع نظام يتم فيه تصميم كل منتج لحياة ثانية وثالثة.
وخلصت النجار في ورقتها إلى أن فرص المنظمات في تمكين المزيد من النساء لقيادة الطريق في مكافحة أزمة المناخ، ينبغي أن تتبنى عددا من التوصيات، وأهمها: تعزيز تمثيل المرأة في سياسة المناخ واتخاذ القرار، وتقديم روايات وسرديات تلهم الفتيات والنساء لمتابعة مهن العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والعمل على تضييق فجوة البيانات بين الجنسين.
ويشار إلى أن الدورة الـ23 من المؤتمر والتي يشارك فيها وزراء ومسؤولون من 20 دولة عربية، إلى جانب جامعة الدول العربية، اضافة إلى ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية، تهدف إلى زيادة توظيف التأثيرات التنموية للثقافة لتطوير سياسات فعّالة وعابرة للقطاعات، وتحقق القيمة المضافة في الجهود الجماعية لأجل التحوّل نحو مستقبل أكثر إبداعاً واستدامة.
ويعد المؤتمر من الأحداث الثقافية المهمة في العالم العربي، وتنظمه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، وتستضيفه الدول الأعضاء مرّة كل سنتين، لتعزيز العمل المشترك بين الدول العربية في المجالات الثقافية المختلفة.