ووفقا لما ذكر في وكالة الأنباء " apnews"، فإن العلماء وجدوا صعوبة في التنقيب عن آثار للحيوانات التي عاشت في تلك الفترة، لذا كان الاعتماد الأول والأخير على الحمض النووي البيئي المسمى بـ" eDNA"، والذي استخرجه العلماء من عينات التربة، ويكون ناتج عن فضلات الكائنات الحية أو بصيلات الشعر أو البصق كذلك الجثث المتحللة، رغم أن المادة الجينية تتحلل بمرور الوقت تاركة شظايا صغيرة، تمكن العلماء من الحصول على المعلومات الجينية العائدة لتلك الحياة بفضل أحدث التقنيات.
حياة بحرية ونباتية وحيوانية من جانبه أوضح إسك ويلرسليف، عالم الوراثة بجامعة كامبريدج، خلال دراسة نشرتها مجلة Nature، أن العينات استخرجت من رواسب تسمى " the Kap København formation"، وأشار إلى أن المنطقة عانت من تغير مناخي حاد تسبب في ارتفاع درجات الحرارة، ووفقا لتقارير العلماء فقد أشاروا إلى أن المنطقة خلال الفترة المناخية الدافئة كانت غنية بالحياة النباتية والحيوانية.
ووفقا لنتائج الحمض النووي فقد أشارت إلى وجود أشجار البتولا وشجيرات الصفصاف، بجانب وجود سلسلة من الحيوانات مثل الأوز والأرانب البرية والرنة والليمنجز، كانت إحدى المفاجآت الكبيرة هي العثور على الحمض النووي من المستودون، وهو حيوان منقرض يشبه الفيل، وتم التنقيب عن آثاره في الغابات المعتدلة في أمريكا الشمالية.
نجح الباحثون أيضا في التوصل لأدلة تؤكد وجود الحياة البحرية في تلك الفترة، نظرا لوجود الأحماض النووية المتعلقة بسرطانات الحصان والطحالب الخضراء، ووفقا لتلك النتائج، رجح بعض العلماء أن البيئة القديمة كانت تتمتع بتنوع في المناظر الطبيعية القديمة، وبمنظور "لورا إيب" خبيرة الحمض النووي في جامعة كونستانز الألمانية، فقد أشارت إلى أنه من الصعب أن تنسجم تلك الحيوانات مع بعضها البعض في بيئة واحدة، وترجع سبب ظهور الحمض النووي لهم إلى أنه قد وجد مختلطا من أجزاء مختلفة من المناظر الطبيعية.
يعتقد بعض العلماء أن نجاة النباتات والحيوانات خلال فترة التغير المناخي في الحياة القديمة، قد يساعدنا في الوقت الحالي بشكل أو بآخر على التكيف مع مشكلة الاحتباس الحراري.