تنتظر أسهم شركات التكنولوجيا المزيد من الألم في العام المقبل، مع توقعات الأسواق برفع معدلات الفائدة الفيدرالية بواقع 100 نقطة أساس أخرى بحلول يونيو 2023، إذا لم يحدث تحسن حقيقي في معدل التضخم، بحسب خبراء اقتصاد أكدوا أن أي حديث على المدى القصير حول تخفيف وتيرة رفع أسعار الفائدة سيساعد أسهم التكنولوجيا.
وسجلت أسهم أكبر الشركات التكنولوجية خلال عام 2022 تراجعاً كبيراً لم تشهده منذ عقدين، نتيجة تشديد السياسة النقدية للبنوك المركزية ورفع أسعار الفائدة لمواجهة التضخم، الأمر الذي غير توجهات المستثمرين وجعلهم يبحثون عن الاستثمار في الـ"Hot Money" أو ما يسمى الاستثمار في معدلات الفائدة، وذلك للاستفادة من الفوائد المرتفعة ما أدى إلى انخفاض بريق الاستثمار في شركات التكنولوجيا مثل "ميتا" و"أبل" و"أمازون" و"نتفليكس" و"ألفابيت".
ويقول الخبير الاقتصادي علي حمودي: "تتوقع الأسواق أن هناك فرصة بنسبة 86 بالمئة لرفع معدلات الفائدة الفيدرالية بواقع 1 بالمئة بحلول يونيو من العام 2023، وفي الوقت نفسه، يتوقع معظم المستثمرين أن تنخفض أرباح مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 1.7 بالمئة في الربع الأخير من عام 2022، مع ارتفاع بنسبة 1.7 بالمئة فقط في الربع الأول من عام 2023.
ان فكرة استمرار تحقيق شركات التكنولوجيا لأرباح بنسبة 200 بالمئة عاماً بعد عام كما فعلت في عامي 2020 و2021 قد انتهت، لذلك يمكننا القول إن فقاعة أصول التكنولوجيا انفجرت، وإن العديد من أسهم التكنولوجيا الشهيرة انخفضت حالياً بنسب تتراوح بين 50 و90 بالمئة ومع ذلك فإن عملية الانكماش لم تنته بعد، وفقاً لحمودي.
ويؤكد الحمودي أن قطاع التكنولوجيا دخل فعلياً في ركود الأرباح، مع تباطؤ النمو بشكل كبير، ويرى أن المزيد من الألم ينتظر قطاع التكنولوجيا في العام المقبل، لكنه في الوقت ذاته يشير إلى أن هناك فرصاً جيدة للشراء بين الأسهم الفردية في قطاع التكنولوجيا على أن يتحلى المستثمرون بالصبر والانتقاء الشديد في عملية الاستثمار.
من جانبه، يوضح الخبير الاقتصادي وضاح الطه أن "أسهم التكنولوجيا في الأسواق الأميركية عانت خلال عام 2022 من انخفاضات كبيرة، حيث تجاوز انخفاض سعر السهم في بعض الأحيان 60 بالمئة كما حصل في "ميتا"، الشركة الأم لـ"فيسبوك"، وحتى مع الارتدادات البسيطة التي حصلت تعتبر الأسعار منخفضة، على الرغم من أن هذه الشركات عملاقة ومؤثرة في الأسواق الأميركية".
وأضاف الطه في حديثه لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" أن عمليات التوسع الناتجة عن منتجات أو مبادرات أو برامج إبداعية عادة ما تؤدي إلى زيادة الإيرادات وجعل الأسهم جاذبة، لكن انخفاض الأسعار إلى مستويات متدنية قد يجعل الأسعار جاذبة أيضاً في حال وجود نظرة متفائلة إلى حد ما في عام 2023.
ومن العوامل التي يمكن أن تعد إيجابية لأسهم التكنولوجيا في 2023 أن تبقى أرباح الشركات مجزية، وأن تكون معدلات الزيادة في أسعار الفائدة أقل وتيرة من معدلات الزيادة التي حصلت في عام 2022 والذي شهدنا فيه أربع زيادات بواقع 75 نقطة أساس، بحسب لطه الذي رجح أن تكون وتيرة الزيادة أقل في العام المقبل.
أما إذا بقيت مستويات الأسهم متدنية، بحسب وضاح الطه، فهذا قد يدفع إدارة الشركات إلى توجيه رسالة قوية للمستثمرين بأن هذه الأسهم تستحق أكثر من قيمتها السوقية، وذلك من خلال إعادة شراء أسهمها وخصوصاً تلك الشركات التي لديها سيولة فائضة.
بدوره، يشير أشرف العايدي مدير تنفيذي لشركة "Intermarket Strategy" لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إلى أن تقييم أداء شركات التكنولوجيا للعام المقبل يعتمد على ثلاثة عوامل أولها واقع الاقتصاد الأميركي، والثاني حالة القيود والإغلاقات في الصين، والثالث عائدات السندات، منوهاً أن انتهاء الإغلاقات التي تسببها الجائحة يساعد المصانع الصينية التي تعتمد عليها شركات التكنولوجيا، وأن بقاء عائدات السندات مرتفع سيزيد من معاناة أسهم التكنولوجيا.
ويضيف العايدي: "أي حديث على المدى القصير حول تخفيف وتيرة رفع أسعار الفائدة سيساعد أسهم التكنولوجيا والأسهم ككل، لكن من المتوقع أن يدخل الاقتصاد في حالة ركود العام المقبل، وبالتالي فإن الشركات التي سيكون لديها مقاومة أكبر للركود والتضخم مثل "جونسون آند جونسون" و "بركتر آند جامبل" وحتى شركات السجائر والتبغ مثل "فيليب موريس" وكذلك "بيبسي كولا" والشركات التي تصنع المواد الغذائية ومواد التنظيف بصفة عامة ستتفوق على شركات التكنولوجيا في عام 2023".