لم تمر ساعات على حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي لوح فيه باستخدام السلاح النووي واستمرار العملية العسكرية في أوكرانيا، حتى بدء البيت الأبيض في التجهيز لحزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 275 مليون دولار، تتيح لها قدرات جديدة لهزيمة الطائرات المسيرة وتعزيز دفاعاتها الجوية.
ومن المتوقع أن تضم الحزمة قذائف لمنظومة "هيمارس" الصاروخية، وذخيرة من عيار 155 مليمترا، وعربات عسكرية من طراز "هامفي" ومولدات كهربائية.
من جانبه، قال الرئيس الروسي إن "رغبة الغرب في الحفاظ على هيمنته على المشهد العالمي، هي المسؤولة عن زيادة مخاطر نشوب صراع محتمل".
مرحلة جديدة
"تطورات ميدانية كل ساعة".. هكذا يصف الخبير الروسي العسكري، شاتيلوف مينيكايف، الوضع الحالي في الصراع الدائر بين موسكو وكييف، حيث دخلت الطائرات بدون طيار في كل مراحل القتال.
الخبير الروسي العسكري أوضح في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "هجمات كييف الأخيرة سلطت الضوء على جهودها لتطوير درونز قتالية ذات مدى أطول، لاستهداف العمق الروسي".
الشركة المصنعة للأسلحة الأوكرانية أشارت عدة مرات في الأسابيع الأخيرة إلى أنها "تقترب من إنهاء عملها على مسيرة جديدة ذات مدى طويل".
كييف أطلقت حملة كبيرة لجمع طائرات الدرونز، حتى الخاصة بالتصوير، من أجل تفخيخها
استعانت بخبرات عسكرية أوروبية وأميركية من أجل تطوير طراز طويل المدى، يكون من صناعة كييف وليس أميركيا، حتى لا تضع واشنطن في مواجهة مباشرة مع موسكو.
الغرب يغذي كييف يوميا بمعلومات مخابراتية، بخلاف صور الأقمار الاصطناعية لمناطق تمركز القوات الروسية، لاستهدافها بالدرونز.
القوات الأوكرانية استخدمت أيضا الطائرات بدون طيار لضرب أهداف بعيدا عن القتال، في شبه جزيرة القرم، وفى منطقة بيلغورود الروسية الحدودية.
تستخدم كييف الطائرات بدون طيار كذلك في ضرب مثيلتها الروسية.
السماء المفتوحة
الهجمات الأوكرانية الأخيرة التي استهدفت مطارات روسية منتصف الأسبوع الماضي بالطائرات المسيرة، تعد "غير عادية"، لأن "الموقعين يبعدان مئات الكيلومترات عن الحدود الأوكرانية".
وفي هذا السياق، يقول الزميل الباحث في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الاستراتيجية، لمايكولا بيليسكوف، إن "كييف ستتخذ العديد من الخطوات العسكرية المؤثرة، بالأخص في المجال الجوي". وأوضح أن:
"الضربات الأوكرانية كشفت عيوب النظام العسكري الروسي، بعد أن حلقت هذه المسيرات مئات الكيلومترات فوق روسيا، رغم أنظمة الدفاع الجوية الروسية".
"نجاح الخطوات الأوكرانية في تغيير المعادلة على الأرض، كما حدث في خيرسون".
"استهداف العمق الروسي رد فعل طبيعي للتدمير الممنهج من جانب موسكو للبنية التحتية في كييف، ومعظم أقاليم أوكرانيا".
"تطوير سلاح المسيرات الأوكرانية ساهم في تعطيل المساعي الروسية للسيطرة الكاملة على دونيتسك ولوغانسك".
أما بشأن طبيعة "المسيرات" التي اعتمدتها كييف في الفترة الأخيرة، يوضح بيليسكوف أن هناك نوعان، قائلا:
"مسيرات (كاميكازي)، التي تعد مزيجا بين الصاروخ والطائرة المسيرة. يتم إطلاقها دون هدف محدد، لتحلق 40 دقيقة بمدى يتراوح من 10 إلى 40 كيلومترا فوق منطقة، حتى يرصد مشغلها على الأرض هدفا، فيدمره".
"(شبح العنقاء) الأميركية، التي تحلق قرابة 6 ساعات، وتستطيع العمل خلال الليل باستخدام أجهزة استشعار الحركة بالأشعة تحت الحمراء".
مطالب أوكرانية من أميركا والغرب
بالتزامن مع هذه الأحداث، "يطالب الأوكرانيون باستمرار بأسلحة جوية تندرج تحت الدفاع الجوي والهجوم أيضا، مثل نظام الصواريخ التكتيكية ATACMS، التي ستتيح لهم استهداف شبه جزيرة القرم بسهولة"، بحسب مينيكايف.
وأوضح مينيكايف أن "جميع المساعدات الغربية لكييف خلال الفترة الماضية ركزت على القوات البرية وصواريخ دفاعية"، مشيرا إلى تصريحات الخارجية البريطانية خلال الساعات الأخيرة، التي أعلنت فيها تزويد أوكرانيا بـ"مدافع مضادة للطائرات، وصواريخ للدفاع الجوي".