تشهد حقوق بث بطولات كرة القدم تحولا كبيرا خلال الفترة الحالية، لا سيما قبل انطلاق كأس العالم في 2026 الذي تستضيفه ثلاث دول هي الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك.
شركة Apple الأميركية، ستكون واحدة من أبرز صناع هذا التحول في مجال حقوق بث المسابقات الرياضية، وذلك من خلال إبرامها صفقة إعلامية حصرية لمدة 10 سنوات مع الدوري الأميركي لكرة القدم MLS.
قيمة العقد التي وصلت إلى ربع مليار دولار سنويا ستمنحها بعض الحقوق الحصرية للدوري الذي يُتوقع له أن يكون واحدا من أهم الدوريات في العالم بحلول بطولة 2026.
وتتضمن اتفاقية Apple مع رابطة MLS البث باللغتين الإسبانية والفرنسية ما يعني زيادة انتشار اللعبة في البلاد الناطقة باللغتين.
وتزاحم الشركة صاحبة العلامة الشهيرة في هذه الصفقة شبكة "فوكس" المحلية التي جددت صفقتها مع رابطة الدوري الأميركي، حيث ستبث 34 مباراة في الموسم العادي سنويا، وثماني مباريات فاصلة لكأس Audi MLS كل موسم، وكأس MLS وبعض المباريات المُختارة فيما يسمى "بكأس الدوريات".
صفقة Apple وتجديد "فوكس" لاتفاقاتها مع الرابطة يعني أن شبكات ESPN و Fox و Univision التليفزيونية ستكون لها خيارات أخرى غير حصرية مع الدوري الأميركي لكرة القدم.
وكانت شبكة "ديزني" أول من قامت بنقل مباريات الدوري الأميركي بداية من عام 1996 مع شبكة Univision، التي أصبحت الداعم الأبرز للبطولة منذ عام 2007.
بداية حقبة جديدة
الأميركي دارين وينبيرغ مدير الرياضة في قناة Ntvnesw الأميركية صرح لـ" اقتصاد سكاي نيوز عربية" أن تلفزيون الكابل أصبح شيئا من الماضي، والأسعار مرتفعة للغاية، لذلك بدأت تتساقط الكثير من هذه القنوات التي تعمل بالكابل ويلجئون إلى خدمات البث مثل Apple و Hulu، مضيفا أنها بداية لعصر جديد في عالم البث.
وأكد وينبيرغ، الذي يعمل مقدما لأحد البرامج الرياضية، أن مثل هذه الصفقة بين شركة Apple ورابطة الدوري الأميركي MLS ستؤدي بالتأكيد إلى زيادة عدد المشاهدين للبطولة لأن هذه هي الطريقة التي يتجه إليها الناس في الوقت الحالي.
وتمتد صفقة أبل الجديدة من موسم 2023 حتى 2033، حيث سيتم بث المباريات من خلال تطبيق "+Apple TV" بتكلفة 15 دولار شهريا أو 100 دولار سنويا داخل قارة أميركا الشمالية.
وكانت منصة "فرونت أوفيس" الأميركية قد أشارت إلى عدم رغبة شبكة ESPN في دفع أموال كبيرة لمسابقات رياضية غير حصرية، ُمضيفة أن الشبكة التليفزيونية لديها مخاوف بشأن إمكانية إتاحة شركة Apple للمباريات لمستخدميها، مما يؤثر على إقبال المتابعين في مشاهدة المباريات على القنوات التليفزيونية، وبالتالي سيتسبب ذلك في إلحاق خسائر مالية بالشركات الناقلة.
أهداف طويلة الآجل
أما الدوري الأميركي لكرة القدم MLS فقد انطلق لأول مرة عام 1996 مستفيدا من استضافة البلاد لكأس العالم عام 1994، وكان الهدف المعلن آنذاك هو أن يكون الدوري الأميركي ضمن الدوريات الخمس الكبرى داخل قارة أميركا الشمالية، ومنذ أن تولى "دون غاربر" رئاسة رابطة الدوري عام 1999 شهد الدوري نموا كبيرا، حيث كان يُشارك فيه 10 فرق فقط حتى عام 2004 قبل أن يرتفع العدد إلى 26 فريقا.
وحسب الموقع الرسمي للاتحاد الأميركي، فإن الدوري ينمو بشكل أسرع من أي دوري رياضي كبير في أميركا الشمالية، مضيفا أنه سيستمر في الصعود خلال الفترة المهمة القادمة والمؤدية إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2026، والتي ستكون بمثابة "وقود الصواريخ" لشعبية كرة القدم على حد تعبير الموقع الرسمي.
الإعلامي الأميركي دارين وينبيرغ، في تصريحاته لـ"اقتصاد سكاي نيوز عربية"، أوضح أنه من أجل تحقيق النجاح في أميركا الشمالية، فإن أول شيء يجب أن تقدمه كندا والمكسيك والولايات المتحدة الأميركية هو ملف قوي، مؤكدا أن ذلك سيحدث.
وأشار إلى أن غياب ميسي ورونالدو المتوقع عن المونديال القادم سيقلل الاهتمام لدى جزء من الجماهير لكن المشاهير والتغطية الإعلامية دائما تحتشد وراء المونديال وسيكون ناجحا بكل تأكيد.
وختم وينبيرغ تصريحاته بالتشديد على أن الغالبية من الشعب الأميركي ينجذبون للأميركان فوتبول وكرة السلة أما كرة القدم فبدأت تأخذ حيزا كبيرا من الاهتمام لدى قطاع واسع من الشباب حيث يزداد الاهتمام بكرة القدم بشكل متزايد في البلاد.
ذكرى مرور 30 عاما
عندما يحين موعد انطلاق بطولة الدوري الأميركي 2026 سيكون قد مر على انطلاقته ثلاثين عامًا، مما يوفر قوة دفع مذهلة للدوري وخلق جماهير جديدة وإلهام الأجيال القادمة من اللاعبين على جميع مستويات اللعبة في أميركا الشمالية.
ويمثل مونديال 2022 ذكرى سعيدة للمسؤولين عن الدوري الأميركي، حيث خرج من هذا الدوري لأول مرة لاعب يُتوج بكأس العالم وهو الشاب الصغير الأرجنتيني "تياغو ألمادا" لاعب وسط أتلانتا يونايتد الأميركي.
وشهد الموسم الماضي لدوري كرة القدم الأميركي 2021-2022 أعلى مشاهدة تليفزيونية في تاريخ البطولة على قنوات ESPN التلفزيونية المدفوعة وABC، بمتوسط 343 ألف مشاهدة لكل مباراة وهي أعلى نسبة منذ عام 2007.