ومازال الأردن رغم كل ما أحاط به من فتن عاصفة هوجاء ومحن سوداء ومؤامرات
مازال قلعة صمود وصخرة شماء تتكسر أمامها أعتى الأمواج بفضل قيادته الهاشمية الغراء الحكيمة وقائد الوطن المفدى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم الذي نذر نفسه لشعبه ولم يكن يوما الا حاملا لهمومه وعضيدا له في كل الظروف والاحوال رغم ضخامة التحديات والضغوطات التي لولا حكمة هذه القيادة العظيمة لكانت الأمور اسوأ بكثير مما هي عليه الآن لمن يفهم في السياسة والاقتصاد العالمي والذي يعرف تماما الوضع الراهن عالميا وخاصة لدولة محدودة الموارد مثل الأردن والتي لولا جهود جلالته الجبارة ما كانت لتصمد حتى هذه اللحظة
لست هنا مناصرآ لأية حكومة أو مدافعا عن أخطاء الحكومات السابقة التي كان لها دور في تردي الأوضاع الاقتصادية ولكنني هنا اتحدث عن الأسوأ الذي كان ربما سيحدث لولا سياسة وبصيرة جلالة الملك الثاقبة التي حالت دون تفاقم الأمور أكثر مما هي عليه
ولست هنا معترضا على حق المواطن الأردني الطيب الاصيل الصابر والمرابط في الاحتجاج على ما آل إليه الوطن بسبب زمرة الفاسدين واللصوص الذين اوصلونا إلى هذا المنزلق الخطير فهذا من حق كل مواطن اردني شريف عفيف صادق الانتماء للوطن والولاء لقيادته الهاشمية الغراء هذا المواطن الذي قدم الكثير من التنازلات والتضحيات لاجل الوطن وكان بعد كل هذا الصبر الطويل من حقه أن يقطف ثمار صبره وتضحياته بدل أن يزداد الأمر سوءا ويضطره الأمر إلى النزول إلى الشارع ليعبر عن رفضه واستهجانه لما حدث
ولكن في نفس الوقت اناشده أن يعبر عن ذلك ويطالب بحقوقه دون أضرار بمكتسبات الوطن أو إراقة الدماء لأنني اثق يقينا أن مثل هذه الأعمال الغوغائية الشنيعة لا يمكن أن يرتكبها المواطن الأردني ضد وطنه مهما كان السبب ولكنها من فعل فئة ضالة مضللة استغلت ثورة المواطن البريئة لتحولها إلى فتنة داخلية تراق فيها الدماء وتتلف الممتلكات والمكتسبات
الأردن كان منذ أول عهده تلك الخيمة التي استظل بها كل شرفاء العرب منذ قيام الثورة العربية الكبرى وكان الملجأ والملاذ الآمن لكل الإخوة والأشقاء العرب محتضنا الجميع بكل محبة ومودة وإنسانية وقد كلفه ذلك الكثير الكثير الذي لا يتسع المجال لذكره
من حق الأردن أن يقف كل العرب إلى جانبه في أزمته الحالية دون أي إبطاء لانه هو قلب العروبة النابض الذي حمل هموم كل العرب ومازال حتى الآن
من حق الأردن أن تهب دول الجوار واشقاءه في دول الخليج العربي لتقديم كل الدعم له
ونحن نعلم أن هذه الدول الشقيقة كانت دائما بلسما لجراحات الأردن ولم تتوانى عن دعمه ومساندته بدون استثناء بدءا من دولة السعودية الشقيقة إلى الامارات العربيه المتحده وقطر وباقي الأشقاء الخليجيين الذين كانوا على مر العقود الماضية خير عون وسند لنا لأنهم يعلمون حجم المسؤولية الضخمة التي انيطت بالاردن وما تحمله من أعباء وتحديات لا يمكن أن يتحملها غيره بفضل حكمة قيادته الهاشمية الغراء ومواقف شعبه المشرفة وحبهم لكل شقيق عربي في وطنهم العربي الكبير من المحيط الى الخليج
نعم إن الأردن الذي لم يتخلى يوما عن واجبه القومي العربي تجاه كل اشقاءه يستحق منهم الكثير الكثير كي ترفع عنه هذه الأزمة الاقتصادية الخانقة التي أوصلته إلى حالة تصادم بين أبناء الوطن الواحد الذين لم يكونوا يوما الا مع قيادتهم ووطنهم الأغلى والأعلى
وسيبقى الأردن قويا ولن يتضعضع أو يتفتت كما يتوهم بعض المرجفين والحاقدين فطالما واجه أعتى التحديات وتجاوزها وتغلب عليها دون انكسار
اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يحفظ هذا الوطن المقدس من كل سوء وشر وان يلهم قائده المفدى السداد والرشاد ويمنحه القوة والعزم في تسيير دفة الركب وإخراج الوطن من هذه الأزمة المقيته والضرب بيد من حديد على كل الفاسدين والمفسدين واللصوص وكل من يسعى إلى الفتنة مستغلا الأحداث الأخيرة بحجة غيرته على الوطن وحبه له ولكنه ترجم ذلك إلى أفعال مشينة لا يمكن أن يكون الوراء منها أي خير للوطن ولا للمواطن
حفظ الله تعالى الوطن وجلالة القائد الأعلى وولي عهده الأمين