ما دار بالأمس من بيان أصدرته شخصيات وازنة من قبيلة بني صخر، وما جاء من رد قاس من قبل النائب محمد عناد الفايز المفروض أنها وجهات نظر حول مواقف سياسي، بدأت برسالة بعث بها النائب الفايز إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وتطورت إلى أن وصلت بعدها إلى إعلان النائب نيته الاستقالة من مجلس النواب.
أقول أنها وجهات نظر ومن المفروض أن لا تخرج عن ذلك من كيل الاتهامات وهذه الاتهامات تحرفنا عن المسار وتدخلنا في نفق مظلم .
أنا شخصيا ضد الرسالة التي بعثها النائب لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مطالبا إياه وقف المساعدات إلى الأردن ؛لأنه وحسب ادعائه تذهب إلى زمرة من الفاسدين .
وإذا كان رأي الفايز النائب حول القنوات التي تذهب اليها المساعدات غير صحيحة وليست بالمسار التي قدمت من أجلها ، كان من المفترض أن يناقش هذا تحت قبة البرلمان، وكان يجب توجيه الأسئلة للحكومة وينتظر الإجابة؛ فالقانون منحه حصانة ، خاصة أن أداء النائب في العامين السابقين كان مميزا وفتح عدة ملفات خطيرة أهمها موضوع الطاقة وملفاتها التي تعد بطاطا ساخنة تحرق اصابع من ينبشها .
اليوم نحن أمام حالة لم نعتد عليها في القبيلة من كيل للاتهامات وانحراف عن الموضوع الرئيسي ومحاولة لاستغلال الوضع السياسي واستغلال لحالة الناس من فقر، وبطالة، وتراجع في تنمية القرى والمناطق في البادية الوسطى وتركيب هذه الحالة وعكسها لكسب تعاطف الرأي العام لصالح طرف على الاخر .
أبناء البادية الوسطى يعانون وهذا كلام صحيح لكنهم ليسوا معزولين عن الوطن فكما يعاني ابن قرية الشموط، والدامخي، وغيرها الكثير من قرى بني صخر من ظلم ومن تقصير في الخدمات الصحية، والاجتماعية، وبطالة، وفقر، وغيرها يعاني ابن قرية مغير السرحان في لواء البادية الشمالية وتماما كما يعاني أبناء المدورة والجفر فالقصة لدى الدولة التي تعمدت في كثير من الأحيان تجاهل أبناء القرى وخاصة البادية الأردنية من توزيع عادل للفرص ..
أنا لست بصدد الدفاع عن الشخصيات التي وقعت على البيان الأول فهم ليسوا متهمين ولكن كيل الادعاءات التي جاءت في البيان الثاني من قبل النائب الفايز ردا على البيان الأول تحتاج الى إثباتها فلا يجوز استخدام عناوين براقة من أجل كسب التعاطف من قبل أبناء القبيلة وكسب تعاطف شعبي إضافي ..
قلت في بداية المقال أن هناك شخصيات وازنة وقعت على البيان الأول ومن حقها قول وجهة نظرها لكن بدون اتهام الاخر، وهم أسماء قدموا للوطن وكانوا مسؤولين عن بلد وليس عن قبيلة في هذا الوطن رغم إيماني بتقصيرهم في توجيه البوصلة اتجاه تقديم خدمات أكثر لأبناء ومناطق البادية الوسطى ..
النائب محمد عناد الفايز هو ابن هذه القبيلة العريقة وقدم أداء مميزا في البرلمان تجاوز العديد من النواب السابقين، الذين جلسوا على كرسي النيابة لدائرة بدو الوسط لكنه اخطأ عندما بعث بالرسالة إلى ولي العهد السعودي فهو مطالب بكشف ما أورده بالرسالة وبالوثائق على الأقل أمام الرأي العام ..
من حق الجميع قول وجهة نظره في هذا الموضوع ومن حقنا أن نكون مع أصحاب البيان الأول أو من المؤيدين لما راح إليه النائب الفايز وبين هذا وذاك ثمة قيم ربانا عليها الآباء والأجداد لا نريد أن ننساها.