يساهم عمل المرأة عادة في تحسين المستوى المالي والوضع الاجتماعي لعائلتها، وخاصّةً عندما تستطيع تحقيق الموازنة بين العمل والأسرة، لذا تعمل أغلب النساء للحصول على أجر عادل مقابل ما يتمّ إنجازه من قبلهنّ، وتفضّل المرأة غالباً البقاء في عملها إذا وجدته ممتعاً، ممّا يوفّر لها الشعور الإيجابي بالإنجاز، وتختلف نسب مشاركة النساء العاملات في دخل الأسرة، وقد بلغ معدّل ذلك 40% تقريباً لعام 2014م وفقاً لمكتب إحصاءات العمل، وممّا لا شكّ فيه أنّ دخل المرأة العاملة مهما بلغت قيمته فإنّه يُساهم في التصدّي للأزمات المادية التي قد تواجه العائلات محدودة ومتوسّطة الدخل.
أهمية عمل المرأة لذاتها
يوجد عدة ميّزات لعمل واستقلالية المرأة، ومنها:
تقدير المرأة لنفسها، والتي تتمثّل في رغبتها بالتعلّم، وتنمية ذاتها، وتفكيرها بأمور مهمة.
إصرار المرأة والعمل بجدّ للوصول إلى ما تريد.
حكم المجتمع على المرأة بناء على أدائها، وقدراتها، ومهاراتها في التواصل مع الآخرين.
قدرة المرأة المستقلّة على تحقيق التوازن في علاقاتها مع الآخرين دون أن تضحي بحريتها الشخصية من أجل علاقة ما.
المساعدة في التغلّب على فكرة التمييز بين الرجل والمرأة من خلال تمسّك المرأة بحقّها في العمل.
أهمية عمل المرأة للمجتمع
يعود عمل المرأة بفوائد عديدة على المجتمع الذي تعيش فيه، إذ يُساهم تمكين المرأة اقتصادياً في نموّ اقتصاد المجتمع، ودعم إنتاجيته، وتنويع الأعمال الاقتصادية، وتحقيق المساواة في الدخل مع الرجل، وتُشارك النساء في القوى العاملة لتحسين مستوى معيشتهنّ، والتغلّب على ظروف الحياة الصعبة، وتتميّز المرأة العاملة باهتمامها بالقضايا الإنسانية، والمؤسّسات الخيرية، ومساعدة الآخرين، وقدرتها على نقل وإيصال المعلومات المعقّدة بطريقة بسيطة وسهلة.
للتعرف أكثر على دور المرأة في المجتمع يمكنك قراءة المقال مقال عن دور المرأة في المجتمع
أهمية عمل المرأة لبيئة العمل
فيما يأتي نقاط توضّح أهمية عمل المرأة لبيئة العمل:
تحقيق الإبداع والابتكار: ثبت أنّ تنوّع الأجناس في بيئة العمل يُعزّز الإبداع والابتكار، لذلك تسعى كبرى الشركات حول العالم إلى خلق تنوّع بين موظفيها من حيث الجنس، والعمر، والثقافة، وغير ذلك، إذ يساهم عمل المرأة برفد بيئة العمل بتجارب وخبرات مختلفة لأداء المهام الوظيفية بطرق وأساليب جديدة.
توفير فرص عمل أكثر للنساء: لوحظ أنّ الشركات التي توظّف النساء في المناصب العليا يقلّ فيها نسب التمييز القائم على الجنس، كما أنّ توظيف عدد من النساء يُشجّع الإدارة على زيادة نسبة العاملات النساء في الشركة مع مرور الزمن.[٨]
زيادة المردود المالي للمؤسّسة: تتفوّق المؤسسات التي تتولّى النساء فيها المناصب بنسبة أكبر ماليّاً على الشركات الآخرى، إذ تُشير الدراسات إلى أنّ المؤسّسات التي تضمُّ كلّاً من الجنسين تكون إيراداتها أعلى من المؤسّسات الأقلّ تنوّعاً، حيث تصل الشركة إلى نسبة مبيعات أعلى، وبالتالي تزداد أرباحها.
جعل مكان العمل أفضل: بيّنت الدراسات أنّ زيادة نسبة النساء في مكان العمل يساعد على جعل بيئة العمل أفضل، إذ يؤدّي ذلك إلى تحقيق نسبة أعلى من الإخلاص في العمل، والرضا الوظيفي، والعمل الهادف، وتمتلك المرأة دوراً مهمّاً في تشجيع الموظّفين على العمل، ورفع كفاءتهم، وذلك من خلال إنشاء بيئة عمل تفاعليّة تحفّز الموظّفين على بذل أقصى جهد لديهم لتطوير المؤسّسة.
تضييق الفجوة في المهارات: تواجه المؤسّسات في بعض الأحيان مشكلة عدم امتلاك الموظفين للمهارات اللازمة للعمل، لذلك يسعى أصحاب العمل إلى تضييق فجوة المهارات بين الموظفين، وقد تبيّن إمكانيّة ذلك في المؤسّسات التي تضمُّ نسبةً أعلى من النساء ضمن طاقمها، وذلك لأنّ مستويات التعليم بين النساء غير العاملات أعلى مقارنةً بالرجال، وهذا بدوره يؤثّر على إمكانية امتلاك المهارات اللازمة للعمل.
المرونة في مكان العمل: دفَعت زيادة أعداد النساء العاملات أصحاب العمل إلى تقديم تسهيلاتٍ جديدةٍ في مكان العمل، وذلك من أجل تحقيق التوازن بين حياة المرأة العائلية والمهنية، كتوفير أماكن لرعاية الأطفال، ووضع أجهزة الصراف الآلي في مكان العمل، وغيرها من التسهيلات التي لم تكن موجودة قبل قدوم النساء للعمل، والتي استفاد منها الرجال أيضاً.
العمل بروح الفريق: يساعد وجود المرأة في مكان العمل على بناء فريق عملٍ مميّز؛ بسبب قدرتها على حلّ المشكلات بصورة جيدة، وامتلاكها مهارات عالية في تكوين العلاقات، والتفاعل مع الآخرين، وتقدير جهودهم في مكان العمل، الأمر الذي يساهم في زيادة مستوى إنتاجية المؤسسة.