يرى كثيرون أن حل الدولتين بعيد المنال، وذلك بحسب عوامل وأحداث دقيقة وعديدة ومتسلسلة طرأت على الساحة، تتعلق بالقضية الفلسطينية، منها نقل السفارة الأميركية إلى القدس ودعم بناء المستوطنات الإسرائيلية، وعدم اكتراث إسرائيل للشرعية الدولية من خلال عدم تطبيق واحترام قرارات الأمم المتحدة بالإضافة لجمود عملية السلام ومفاوضات حل الدولتين لما يتجاوز العقد من الزمن، ومن ثم التهلهل الداخلي الإسرائيلي من خلال إجراء خمسة انتخابات تشريعية في آخر ثلاث سنوات أفضت إلى إعادة الحكم إلى اليمين الإسرائيلي بل إلى اليمين أكثر من السابق وهذا ما نلاحظه من خلال مشاورات تشكيل الحكومة بزعامة نتنياهو.
يعني ذلك برودا إضافيا إذا لم يكن هناك ازدياد في العمليات العسكرية والقمع وتدنيس الأقصى، بالإضافة لجمود تام في إعادة مفاوضات حل الدولتين لما يتبناه اليمين الإسرائيلي من تطرف مضاعف وعدم اكتراث للحل السلمي.
هناك عدة عوامل تؤثر على إنهاء هذا الصراع ولكنها اليوم أصبحت أقل تأثيراً؛ فالمعادلة الدولية لمحاولة إنهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي اختلفت عن السابق؛ فالعالم اليوم يغرق في مشاكل وقضايا وحروب وصراعات إقليمية عديدة، أما العالم العربي فبدأت تتقلص معه أهمية القضية الفلسطينية ومستوى الاهتمام بها لأن تكون القضية المركزية الأولى، فيعاني ما يعانيه من قضايا سواءً في المغرب العربي أو مصر والسودان أو بلاد الشام، كما أن الإدارة الفلسطينية لم تعد كالسابق قادرة على المفاوضة والضغط، وأهم أسباب ضعفها أوسلو وما ترتب من بعدها إلى يومنا الحالي، أما الإدارة الأميركية التي كانت تحاول جاهدة، وساعدت بإحداث فرص تاريخية لإنهاء هذا الصراع في السابق، هي اليوم بردت ولم تعد مهتمة كالسابق خاصة بوصول أو تحكم اليمين المتشدد في إسرائيل بزمام الأمور من قبل.
إن المنابر الدولية والمواقف السياسية تشهد على أن حمل لواء الدفاع عن القضية الفلسطينية مازال أردنياً خالصاً رغم تقلب بعض الأشقاء والابتعاد عن الحديث حتى حول هذا الصراع، فالأردن يحاول أن يبقي شعرة معاوية الممتدة دون انقطاع مع كافة أطراف النزاع لإحياء عملية السلام والجلوس على طاولة المفاوضات.
إن حل الصراع يُعدّ ذا أهمية ومصلحة مشتركة إسرائيلية وفلسطينية وعربية، يحاول من خلالها الأردن الدفع بكافة الخطوط الدبلوماسية والسياسية الإقليمية والدولية لحل الصراع بحصول الأشقاء الفلسطينيين على حقهم في إقامة دولتهم وفق حدود الرابع من حزيران العام 1967، واليوم باتت تحركات المجتمع الدولي ضرورية بشكل جدي وحاسم لإنهاء احتلال مستمر منذ سبعة عقود ونيف.