فضل الوالدين كبير على أبنائهم وهو لا يقدر بثمن ويصعب احصاءه وعده ومعروفهم وعملهم الدؤوب تجاه أبنائهم وتربيتهم مشفوعة بالحرص والاخلاص والمودة، ويفعلون ذلك وهم راغبون متلهفون لرؤية أبنائهم في أحسن صورة واجمل موقف وهم يتابعون أبناءهم منذ اللحظة الأولى لولادتهم ريثما يكبروا ويتعلموا ويتزوجوا ويحملون همهم اليومي على اكفهم.
ويدعون لهم ألا يريهم الله مكروها بهم.
ثم يأتي الولد ليعق أباه وأمه ويتكبر عليهم ويخاطبهم بالغلظة والشدة والاستهزاء وربما يضربهم ويوبخهم ويقعد لهم كل مرصد.
هذا ليس من البر في شيء وليس من الوفاء البتة وليس من رد الجميل، بل انه يدل على انحطاط القيم والغرور في الباطل والتمادي والسوء.
هذا الانفلات الذي نعيشه في هذا العصر واندحار القيم يدل دلالة واضحة على نكران الجميل والانقلاب على الذات واختلاط المفاهيم وفقدان المواجهات والابن العاق إلى مراتع الضلال.
لقد فقد مجتمعنا الكثير من أصول بنائه واعرافه وعاداته بحيث أصبح الشؤم والكبر مفخرة للمنحرفين والتطاول على الوالدين هدفا وغاية ولم يسلم من ذلك إلا ما رحم ربي.
الحاجة ملحة لاعادة بناء الأسرة والذود عن القيم والأخلاق وطاعة الوالدين.