يُعرف نبات الكركديه علمياً باسم Hibiscus Sabdariffa، ويمتاز بأزهاره الكبيرة الملونة، فمنها؛ الأصفر، والأبيض، والأحمر، ويصل حجمها إلى ما يُقارب 15 سنتيمتراً؛ ويعتبر النوع ذو الزهور الحمراء هو الأكثر شيوعاً واستخداماً لأغراضٍ طبية، ويمكن إيجاده على شكل مكملاتٍ غذائيةٍ أيضاً، كما يُستخدم لإعداد الشاي الذي يُطلق عليه شاي الكركديه أو الشاي الحامض؛ وذلك بسبب مذاقه اللاذع، حيث يُصنع هذا الشاي من خليط أزهار الكركديه المجففة، وأوراقه، وكؤوس أزهاره (بالإنجليزيّة: Calyces)، وتجدر الإشارة إلى أنّ الثقافاتٍ المختلفةٍ قد استخدمت الكركديه لعلاج العديد من الحالات الصحية؛ إذ استخدم المصريون شاي الكركديه لخفض درجة حرارة الجسم، وعلاج أمراض القلب، والأعصاب، وزيادة إدرار البول، بالإضافة إلى العديد من الاستخدامات الطبية
فوائد الكركديه في خفض ضغط الدم المرتفع
يمكن أن يُعدّ شُرب شاي الكركديه بشكل يومي مفيداً للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، فقد لاحظ الباحثون في نتائج بعض التجارب السريرية أنّ شاي الكركديه يساهم في خفض ضغط الدم الانقباضي (بالإنجليزيّة: Systolic Blood Pressure)؛ وهو الرقم الأعلى في قراءة ضغط الدم، وضغط الدم الانبساطي (بالإنجليزيّة: Diastolic Blood Pressure)؛ وهو الرقم السفلي في قراءة ضغط الدم، ويُسبب الكركديه هذا التأثير الإيجابي، نتيجة مساهمته في زيادة إنتاج أكسيد النيتريك (بالإنجليزيّة: Nitric Oxide)، مما قد يساعد على إرخاء الشرايين وتمددها بشكلٍ أفضل مؤدياً بذلك إلى انخفاض ضغط الدم.
الفوائد الصحية الأخرى للكركديه
كشفت الأبحاث عن مجموعة من الفوائد الصحية المرتبطة بشرب شاي الكركديه إلى جانب خفض ضغط الدم المُرتفع، والتي نذكر منها ما يأتي:
غنيٌّ بمضادات الأكسدة القوية: حيث يُعتبر شاي الكركديه غنيّاً بهذه المضادات والتي بدورها قد تساعد على الحدّ من الأضرار والأمراض الناجمة عن تراكم جزيئات الجذور الحرة (بالإنجليزيّة: Free Radicals)، ومع ذلك فإنّ الدراسات على هذا التأثير قد أُجريت على الحيوانات، لذلك هناك حاجةٌ إلى مزيدٍ من الدراسات لتحديد كيفية تأثير مضادات الأكسدة الموجودة في هذا الشاي على البشر.
احتمالية خفض مستويات الدهون في الدم: يُعدّ ارتفاع مستويات الدهون في الدم من العوامل المُسببة للإصابة بأمراض القلب، وفي إحدى الدراسات التي شملت 60 شخصاً يعانون من مرض السكري تم إعطائهم إما شاي الكركديه أو الشاي الأسود وبعد شهرٍ واحد؛ لوحظ أنّ الأشخاص الذين شربوا شاي الكركديه شهدوا ارتفاعاً في مستويات الكولسترول الجيد، وانخفاضاً في مستويات الكوليسترول الكليّ، والكولسترول الضارّ، والدهون الثلاثية، وبالرغم من ذلك فإنّ معظم الدراسات التي تبين فائدة الشاي الكركديه على مستويات الدهون في الدم قد اقتصرت على المرضى الذين يعانون من ظروف محددة كالإصابة بمرض السكري؛ لذلك فما تزال هناك حاجةٌ إلى المزيد من الدراسات.
تعزيز صحة الكبد: يُعتبر الكبد عضواً مهماً في الجسم، وأظهرت الدراسات أنّ الكركديه قد يساهم في الحفاظ على صحة الكبد وكفاءة عمله، وقد وجدت دراسةٌ شملت 19 شخصاً يعانون من زيادة الوزن، أنّ تناول مستخلص الكركديه لمدة 12 أسبوعاً حسن من تراكم الدهون في الكبد، مما قد يؤدي إلى فشل الكبد، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ الدراسات على هذا التأثير اعتمدت استخدام مستخلص الكركديه بدلاً من شاي الكركديه، ولذلك فهناك حاجةٌ إلى مزيد من البحوث لمعرفة كيفية تأثير شاي هذا النبات على صحة الكبد لدى البشر.
تعزيز فقدان الوزن: حيث أُجريت دراسةٌ شملت 36 مشاركاً يعانون من زيادة الوزن، أُعطوا إما مستخلص الكركديه أو شراباً وهمياً، ولوحظ بعد 12 أسبوعاً أنّ الأشخاص الذين تناولوا مستخلص هذا النبات نقص الوزن لديهم، ومؤشر كتلة الجسم، ونسبة الورك إلى الخصر، بالإضافة إلى للدهون، ولكن أيضاً هناك حاجةٌ إلى مزيدٍ من الدراسات لمعرفة تأثير شاي الكركديه على خفض وزن الجسم.
تقليل خطر الإصابة بالسرطان: حيث تحتوي الكركديه على موادٍ؛ مثل: البوليفينول (بالإنجليزيّة: Polyphenols)؛ وهي مواد ثبُت أنّها تمتلك خصائص قويةٍ مضادةٍ للسرطان، وفي عدة دراساتٍ أُجريت في أنابيب الاختبار تبين فيها أنّ مستخلص الكركديه ساهم في إضعاف نمو الخلايا السرطانية، وخفض من مخاطر الخلايا السرطانية الموجودة في الفم والبلازما، كما لوحظ أنّ مستخلص أوراق الكركديه ثبط من انتشار نمو خلايا سرطان البروستاتا، وقد تبين أيضاً أن مستخلص هذا النبات ثبط نمو خلايا سرطان المعدة بنسبةٍ تصل إلى 52%، وبالرغم من ذلك ما زال هناك حاجةٌ إلى مزيدٍ من الدراسات.
المساعدة على مكافحة البكتيريا: تُعرف البكتيريا بأنها كائناتٌ دقيقة أحادية الخلية يمكن أن تسبب العدوى؛ التي تتراوح من التهاب الشعب الهوائية إلى الالتهاب الرئوي وحتى التهابات المسالك البولية، وقد وجدت بعض الدراسات أنّ الكركديه يمتلك خصائص مضادة للالتهابات البكتيرية، كما وجدت دراسةٌ أجريت في أنابيب الاختبار أنّ مستخلص هذا النبات ساعد على تثبيط نشاط البكتيريا الإشريكية القولونية (بالإنجليزيّة: Escherichia coli)؛ وهي نوعٌ من البكتيريا التي يمكن أن تسبب أعراضاً مزعجةً؛ مثل: التقلصات، والغازات، والإسهال، وبالرغم من ذلك، لم يتم توضيح تأثير شاي الكركديه على الالتهابات البكتيرية لدى البشر.
القيمة الغذائية للكركديه
يُوضّح الجدول الآتي العناصر الغذائية المتوفرة في 100 غرامٍ من مشروب الكركديه المخمَّر:
العنصر الغذائي الكمية
السعرات الحرارية 0 سعرة حرارية
الماء 99.58 مليلتراً
الكالسيوم 8 مليغرامات
الحديد 0.08 مليغرام
المغنيسيوم 3 مليغرامات
الفسفور 1 مليغرام
البوتاسيوم 20 مليغراماً
الصوديوم 4 مليغرامات
الزنك 0.04 مليغرام
الفولات 1 ميكروغرام
أضرار الكركديه
أشارت دراسةٌ أجريت عام 2013 إلى أنّ تناول الجرعات العالية جداً من مستخلص الكركديه يمكن أن يسبب تلفاً في الكبد، كما يجب على الأشخاص الذين يستخدمون الأدوية استشارة الطبيب عند شرب شاي الكركديه؛ وذلك لأنّ بعض الأعشاب قد تتفاعل مع الأدوية، كما يجب على الأشخاص المصابين بداء السكري أو الذين يستخدمون أدوية ارتفاع ضغط الدم؛ مراقبة مستويات سكر الدم وضغطه عند استهلاكهم للكركديه؛ وذلك لأنَّه قد يقلّل من سكر الدم أو مستويات ضغط الدم، كما تبين أيضاً أنّ شرب شاي الكركديه ليس آمناً على الأشخاص الذين يتناولون الكلوروكين (بالإنجليزيّة: Chloroquine)؛ وهو دواءٌ يستخدم لعلاج الملاريا؛ فقد تبين أنّ الكركديه يقلّل من فعالية هذا الدواء