يمكن أن تكون بذور الحلبة مفيدة لمرضى السكري، إذ إنَّها تحتوي على الألياف الغذائية، ومركبات كيميائية أخرى يمكن أن تساعد على إبطاء عملية الهضم، وامتصاص الجسم للكربوهيدرات والسكر، كما قد تساعد بذور الحلبة على تحسين كيفية استخدام الجسم للسكر، ورفع كمية الإنسولين المُفرز، وأُجريت بعض الدراسات للبحث حول فوائد الحلبة للسكري، ولكنَّ هذه الدرسات صغيرة، ولا تزال هناك حاجة للمزيد من الدراسات الأكثر قوة لإثبات فعاليتها على مرضى السكري، وفيما يأتي توضيح لبعض هذه الدراسات:
أشارت دراسةٌ نُشرت في AYU Journal عام 2017، إلى أنّ بذور الحلبة يمكن أن تمتلك تأثيراً إيجابياً في مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري، وذلك عند إضافتها بشكلٍ تكميلي، وإلى جانب التحكم في النظام الغذائي، وممارسة التمارين الرياضية، ولكنَّ هذا التأثير ظهر متأخراً بعد مدّةٍ من بدء تناول بذور الحلبة، فقد أظهرت المجموعة التي تناولت 10 غراماتٍ من بذور الحلبة المنقوعة في الماء الساخن انخفاضاً ملحوظاً في مستويات سكر الدم الصيامي (بالإنجليزية: Fasting blood glucose) خلال 5 أشهر من بدء تناولها، وفي مخزون السكر التراكمي (بالإنجليزية: HbA1C) خلال مدّة 6 أشهر.
وأشارت دراسةٌ أخرى نُشرت في International Journal for Vitamin and Nutrition Research عام 2009، إلى أنَّه يمكن لاستخدام بذور الحلبة المنقوعة في الماء الساخن أن يُساعد على التحكم بمستويات السكر، والدهون في الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني.
نُشرت دراسةٌ في Journal of medicinal food عام 2009، ظهر فيها أنَّ تناول الخبز المصنوع من دقيق الحلبة ساعد على خفض مقاومة الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin resistance)، وتحسين حالة مرضى السكري من النوع الثاني، ومن الجدير بالذكر أنَّ دقيق الحلبة يؤثر في جودة الخبز بشكلٍ سلبيّ، لذا يمكن إضافته إلى الدقيق المعتاد للخُبز للحصول على فوائده، وبالمقابل الحصول على خُبزٍ ذي جودة مناسبة.
أشارت مراجعة لعددٍ من الدراسات نُشرت في Journal of Pharmacy Practice عام 2016، إلى أنَّ استهلاك مرضى السكري للحلبة كمكمّلٍ غذائي ساعد على تقليل مستويات سكَّر الدم الصياميّ بشكلٍ معتدل لديهم.
أشارت دراسةٌ أُجريت على الفئران، نُشرت في مجلة Molecular and Cellular Biochemistry عام 2002، إلى أنَّ بذور الحلبة تمتلك تأثيراً مضاداً للأكسدة، والتي يمكن أن يكون لها دورٌ في تقليل مضاعفات مرض السكّري.
وللمزيد من المعلومات حول الفوائد الصحية للحلبة يمكنك قراءة مقال فوائد مغلي الحلبة.
أضرار الحلبة لمرضى السكري
محاذير استخدام الحلبة لمرضى السكري
يجب على مرضى السكري مراقبة علامات نقص السكر في الدم، ومستويات سكر الدم بعناية عند استخدامهم للحلبة، إذ كما ذُكر سابقاً فمن الممكن لها أن تؤثر في مستويات السكر في الدم لدى هؤلاء الأشخاص.
التداخلات الدوائية للحلبة
يُمكن أن تتعارض الحلبة مع بعض أنواع الأدوية، ممّا يسبّب بعض المشاكل الصحية، ومن هذه الأدوية ما يأتي:
الأدوية المضادة للسكري: نظراً إلى أنَّ الحلبة يُمكن أن تُقلل مستويات السكر في الدم، فإنّ استهلاكها مع أدوية السكري يمكن أن يسبب انخفاضاً كبيراً في مستويات سكر الدم، لذا يجب مراقبة مستويات السكر بشكلٍ دقيق، وقد تكون هناك حاجة إلى تغيير جرعة دواء السكري تحت إشراف الطبيب، ومن هذه الأدوية: الغليمبريد (بالإنجليزية: Glimepiride)، والغليبيورايد (بالإنجليزية: Glyburide)، والإنسولين، والبيوغليتازون (بالإنجليزية: Pioglitazone)، والروسيغليتازون (بالإنجليزية: Rosiglitazone)، والكلوربروباميد (بالإنجليزية: Chlorpropamide)، والغليبيزيد (بالإنجليزية: Glipizide)، والتولبوتاميد (بالإنجليزية: Tolbutamide).
الأدوية المضادة لتخثر الدم: وهي أدوية تساعد على إبطاء تخثر الدم، والتي عادةً ما تُعطى لمرضى السكري بسبب ارتفاع خطر إصابتهم بأمراض الشرايين، ولكن من الممكن للحلبة أن تتداخل مع هذه الأدوية، إذ إنِّ استهلاك الحلبة قد يؤدي إلى إبطاء تخثر الدم أيضاً، وقد يسبّب تناولها مع هذه الأدوية زيادة خطر الإصابة بالكدمات والنزيف، لذا يجب الحذر عند استخدام الحلبة، وفحص الدم باستمرار، وقد تكون هناك حاجة لتغيير جرعة الدواء تحت إشراف الطبيب، ومن هذه الأدوية: الأسبرين، والأيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والوارافين (بالإنجليزية: Warfarin)، والكلوبيدوغريل (بالإنجليزية: Clopidogrel)، والديكلوفيناك (بالإنجليزية: Diclofenac)، والنابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen)، والدالتيبارين (بالإنجليزية: Dalteparin)، والإنوكسابارين (بالإنجليزية: Enoxaparin)، والهيبارين (بالإنجليزية: Heparin).
طريقة استخدام الحلبة لمرضى السكري
يُنصح مرضى السكري بمراجعة الطبيب واستشارته قبل استخدام الحلبة، أو مكمّلاتها الغذائية، ووفقاً لما أظهرته الدراسات المذكورة سابقاً، فإنَّه يُمكن استخدام الحلبة عن طريق نقع بذورها بالماء الساخن، أو تناول المنتجات المصنوعة من دقيق الحلبة، أو تناولها كمكمّلٍ غذائي.
لمحة عامة حول الحلبة
تُعدُّ الحلبة (الاسم العلمي: Trigonella foenum-graecum) نباتاً عشبياً حولياً، يمتلك زهوراً صفراء، وقروناً تحتوي على بذور الحلبة، وتعدُّ بذورها شائعة الاستخدام في البلدان العربية، والهند، ويمكن استخدامها بطرقٍ متعددة، كإضافتها للمخبوزات، والوصفات المختلفة، وإضافتها للماء الساخن وشربها، واستخراج الزيت منها، وقد استُخدمت بذور الحلبة قديماً لأغراض علاجيّة، بالإضافة إلى استخدامها في الطبخ، إذ إنَّها تُضفي نكهةً مميّزةً وقويّة، مُشابهة لنكهة شراب القيقب، ولكنَّ البذور النيّئة تمتلك نكهة مُرّة، ويساعد التسخين أو التحميص على تخفيف المرارة وإبراز النكهة الحلوة.