أن الوجود على سطح الحياه له ظوابط دينيه ومبادئ ترنو إليها بما يمليه ذات الوجود بحكمة الخالق.بحق ذاتنا البشرية وكيف خلقت
بعض البدايات تكون على هيئة رحلات طويلة من التعب والمسير الذي يرافق كل ساعٍ لهدف أو لغاية، هذه البدايات تكون غضة لينة فتخطف منك وتعيش الشتات، هذا الشتات الذي يورثك الكمد والضياع لا ينتهي إلا ليبدأ من جديد.
شيء يشبه مرارة الهزيمة وبشاعة الوقوف على الأطلال إلا أن المرء مجبول على المحاولة، فيفدي الغاية بدم روحه وروح شغفه، ليعيد بداياته من جديد، والدرب يطول والغاية والمأمول في يد الله بين الكاف والنون، يقلبها كيفما شاء، والمرء لو رضي بما آتاه الله لأكرمه.
لكن الرضا والصبر على ما لم نحط به علما مر وعقيم على أفهام محدودة بقيم سائدة، وثقافات تغلب عليها الحكمة على وتر الحداثه في نهج تكنولوجيا ينتشر بزمن له قياس حيث أضحت "السوشيال ميديا" فيها يد الطبطبة العليا على كتف كل مكسور، وأصبح مفهوم قد اخترق ذات المعنى الحقيقي للقيم اذ يعبد من دون الله بالباطل، خطابات وادعاءات وآفات مجتمعية تنخر بالجيل حيث الإحساس والشعور ومسافة مهولة بين الواقع والخيال، وكلمة عمر -رضي الله عنه- تدق باب الفؤاد: هي لحظة صدق واحدة تكفي الإنسان.
أمل كاذب وبطولة خائرة ومعاني الاستحقاق التي تتألى على الله، ومن صدق الحال بين الإنسان وروحه أن يعي أن شربة ماء بعد عطش، ونوما عميقا بعد إرهاق هما نعمتان من الله نكللهما بالامتنان والشكر.
نحن نتاج ثقافة واهمه تبيع الأمل الكاذب مقابل شعور المرء بالاطمئنان أن ما ينتظره هو ما يستحقه، والاستحقاق هنا هو الوقوع في مساحة الطغيان والاستعلاء.
يكمن جوهر الصدق مع الذات بإيمانك بأن حزنك مقدر وصبرك مشكور وحسن ظنك بالله يتبعه اسباب العمل،
تكيف الإنسان مع نقائص قدراته لا ينقص من أهليته للبلوغ وإنما يزيده يقينا أن كل أسباب الوصول للنجاة تفنى ليبقى طريق العجز الموصل إلى الذي لا يفنى سبحانه وتعالى، وكما قيل: تتمنى أن تحظى بالنجاة من عقاب الاخره.
هنا تسقط كل تلك الأكاذيب الوردية والأحلام المخملية التي ننام ونصحو على رائحتها التي تسكر الأبدان وتسقم الأرواح في حال الخسران أو المصيبة، الوهم الذي يصدر لنا على شكل استحقاق بما تستحق الذات لكل ما غيّب عنها، والوعد بإشباعها من كذب، هذه الوعود المرجأة إلى إشعار آخر هي ما يورثنا الكم الهائل لذاتنا من نتاج الإحباط، وهي في ذاتها رأس مال الثقافة الحديثة الوهمية المستهلكة، زيف يتلوه خداع، ونحيب على أحلام اطلال الفشل لن تطال، هذه ليست دعوة للقنوط وإنما وقفة في وجه تلك السياقات المنتشرة والحاضرة بكثافة بطول اليأس وقصر الأمل والنظر ، ما دمت في هدى الله توقن حق اليقين أننا خلفاء الله في أرضه، نسعى بحوله وقوته، ونتجاوز ضعفنا بإرادته ضمن رضا الله وقضائه وقدره بإرادتنا الهشة، نتمنى ونحب، نريد.كما نحن مما نبتغي في عالم قد نودعه على حين غره......