العصبية داء عضال ومصدر رئيس لمختلف الأدواء والمشاكل الاجتماعية في البلدان.
المجتمع المصاب بالعصبية يتجه حتما نحو التشرذم والضياع.
تصيب العصبية البلدان التي تضعف روابطها الاجتماعية، فتترك أثرا هائلا في طبائع أبنائها، فتُهدر طاقاتها الجمعية وتضيع جهود أفرادها، وتستنزف إمكانياتها في معارك جانبية، لا ينتصر فيها سوئ أعداء السلام.
للعصبية تبعات ثقيلة ونتائج خطيرة، ما يجعلني أقول بصريح العبارة: العصبية رأس التخلف، إينما تحل العصبية يسود الجهل والفساد والفقر.
العصبية والدولة مفهومان متناقضان بشكل حاد، ولا يجتمعان على أي حال، لا دولة في ظل العصبية ولا عصبية مع وجود الدولة، العصبية بوابة للفوضى والفوضى مدخل لسقوط الدولة.
الإيمان بمفهوم الدولة لا يمازجه شيء من العصبية (قبلية، مناطقية، جهوية، عرقية، طائفية، دينية).
القادة الحقيقيون لا يتعصبون إلا للوطن ونماءه وازدهاره.
التعصب يقوض السلم الأهلي ويثير نار الحقد، ويؤجج مشاعر الكراهية والعداء تجاه من يختلفون معنا في الانتماء الجزئي، فيضع بذلك الانتماء الكلي (الوطن عامة).
اعتمد الاستعمار قديمه وحديثه العصبية كمدخل يقود لإضعاف البلدان المستهدفة، ويشغل أبنائها صارفا أنظارهم عن مشروعه العميق، القائم على امتصاص خيرات الشعوب المستهدفة.
الانتصار على العصبية الضيقة يتطلب نشر العلوم والمعارف الحديثة، ومحاربة الأمية والخرافة، والقضاء على الفقر والفساد، وإزالة التفاوت الطبقي المصطنع، وسن القوانين العادلة، في مجتمع إثني تُحترم فيه الخصوصيات والهويات الفرعية.