منذ بدء عرضه على منصة نتفليكس، ما يزال فيلم الحارة مثار جدل في الأردن وانقسام بين من يراه حالة موجودة في البلاد، وبين من يعتبره تشويهاً لتقاليد وعادات مجتمع محافظ.
ويتحدث الفيلم عن حي في شرق العاصمة عمان، تسيطر النميمة وأعمال العنف عليه، وعلاقات خارج إطار الزواج.
وتدور الأحداث حول شاب يرتبط بعلاقة غرامية مع فتاة تقف والدتها في طريقها، وتلجأ إلى عصابة لمنع الشاب من الحديث مع ابنتها، لكن الأمور لم تجر كما خططت الأم، كما يصور الفيلم، جرائم قتل وأعمال ابتزاز وإتاوات تمارسها العصابات على نواد ليلية، في ظل غياب تام للأمن، وهو أمر يراه منتقدو العمل الفني إساءة للدولة.
ووصلت هذه الانتقادات إلى البرلمان الأسبوع الماضي، إذ طالب أعضاء بسحب الجنسية الأردنية من بطل الفيلم منذر رياحنة الذي قام بدور عباس زعيم العصابة، على خلفية ما اعتبر إساءة بحق الأردن.
وأمام هذه الانتقادات، يقول رياحنة إن الفيلم لم يتضمن أي إساءات ولم يتجاوز الخطوط الحمراء وبالعكس تماماً أراد تسليط الضوء على المشاكل التي تعاني منها الأحياء الشعبية، وفقا لـ 24 الامارات.
ويؤكد رياحنة أن "الموضوع الذي ركز الفيلم عليه يحاول الكثيرون التغاضي عنه وإخفاء حقيقته"، مؤكداً أن "السينما تقوم بدور نبيل لتسليط الضوء على الظواهر والمشاكل بهدف إيجاد حلول لها".
ورداً على اتهامات لنقابة الفنانين بعدم الرقابة على الأعمال الفنية، انتقد نائب نقيب الفنانين الأردنيين، عاكف نجم، ترك منصات مثل "نتفليكس" تتحكم بالعمل الدرامي الأردني بسبب غياب الميزانيات للممثلين الملتزمين.
وأكد نجم أن "الفنان يجب أن يكون رقيباً على نفسه في أي عمل يشارك فيه خاصة ما يتعلق بالألفاظ النابية"، مشيراً إلى أن جزءاً من تركيبة وشخصيات فيلم الحارة "تحتوي على إساءات".
وقال إن مسؤولية الرقابة على هذه الأعمال تعود للحكومة والجهة المنتجة وليس لنقابة الفنانين.
وكانت هيئة الإعلام الأردنية، أصدرت بياناً أكدت فيه حذف كل الألفاظ والمشاهد الخارجة عن قيم المجتمع الأردني من فيلم "الحارة" قبل إجازة عرضه في دور السينما الأردنية، لكنه نوه إلى أن سبب الجدل يعود إلى الفيلم المعروض على منصة نتفليكس.
وأكدت مديرة الإعلام والاتصال في الهيئة الملكية للأفلام، ندى دوماني، أن محتوى الفيلم من حرية ومسؤولية المخرج، مشيرة إلى أن الفيلم شكل حالة انقسام بين إعجاب ورفض، فضلاً عن حصوله على جوائز عالمية.
ولا يعد فيلم الحارة هو العمل الأردني الأول الذي يتعرض لهجوم بعد عرضه على "نتفليكس"، إذ سبق وأن واجهت أعمال سابقة مثل مسلسل "مدرسة الروابي" ومسلسل "جن" انتقادات واسعة لنفس السبب.