صحيح أن وسائل التواصل الاجتماعي قد اختصرت المسافة والزمن ...ولكنها عرَّت وكشفت زيف بعض من كانوا في الطليعة كنا نظنهم من الاطهار الأخيار.... فإذا بهم اذناب توافه ، وجعلت من البليم إعلاميا، ومن الوضيع أبيا عزيزا، ومن البخيل كريما ومن الجبان فارسا نبيلا ، ومن الرويبضة عارفه وشيخا.... حتى أنهم أفسدوا نكهة الشيخة وعنوانها، ومن الشنعة نجمة ومن الخرقا معدلة ، وصحيح أنها تضع اخبار الناس بين يديك وانت مضطجع في فراشك ولكنها تدفع نحو الركون والاكتفاء بردة فعل قد تكون باردة أزاء حدث ما يستوجب مشاركتك الجسدية والروحية والوجدانية ويطفئ روح المبادرة والمشاركة في شخصيتك .
ومع ذلك فقد شكّلت هذه الوسائل نوعاً من الرقابة على بعض الممارسات والمسلكيات الحكومية والنيابية ، وفضحت كثيراً من عيوبهم ، واطاحت برؤوس أينعت، وشكّلت قلقاً للضعاف الذين جاءوا الى الكرسي على قاعدة غانم غير غارم، مما جعلهم يسعون حثيثاً لسد النوافذ ونصب الكمائن لها، وكأن كل الذي يجري من فساد وعلى مختلف الصعد والمستويات، هو أمر ينبغي أن لا يحشر المواطن أنفه فيه .