يصادف الثلاثين من كانون الثاني/ يناير 1962م، ميلاد الملك عبد الله الثاني القائد الملهم. الذي كان له دور بارز في العلاقات الدولية بمنطقة الشرق الأوسط مهد الحضارات والثقافات المختلفة.
الشرق الأوسط يُعرف بأنه أحد أهم المناطق في النظام الدولي، وقد كان للملك عبد الله الثاني دور أساسي في إنشاء هذه العلاقات وتوجيهها والتأثير عليها، حيث دعم جلالته، الجهود العالمية لمكافحة الإرهاب كما دعم اتفاق السلام العربي- من خلال مواقفه الثابتة، تجاه القضية الفلسطينية التي شكلت أولوية قصوى بالنسبة للمنطقة العربية.
جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، صاحب الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس، أظهر التزامه بعملية السلام من خلال المشاركة في مفاوضات حل الدولتين، ولفت الانتباه الدولي مرارا إلى الانتهاكات الخطيرة للاحتلال والتوترات المتزايدة في فلسطين المحتلة.
الأردن دولة لها دور مؤثر في المنطقة والعالم، حيث يرتكز هذا الدور على ترسيخ الديمقراطية واحترام سيادة القانون، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإدارية، إلى جانب الاستقرار السياسي في المنطقة، ومحاربة الإرهاب والتطرف.
يحظى الأردن، بقيادة جلالته، بمكانة متميزة دوليا، نتيجة السياسات المعتدلة والرؤية الواقعية لجلالة الملك إزاء القضايا الإقليمية والدولية.
الأردن كان حاضرًا ومؤثرًا في أهم الأحداث والقضايا المحلية والإقليمية والعالمية، ودور جلالته دورًا محوريا في التعامل مع مجمل الأوضاع والقضايا، من خلال جهوده المبذولة لتحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
ففي زيارة الملك إلى الولايات المتحدة الأميركية بعد تولي الرئيس بايدن، تم تأكيد جعل الأردن شريكًا اِسْتِرَاتِيجِيًّا رَئِيسِيًّا، قاد على عمل تعاون واسع النطاق في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والاستخباراتية. بالإضافة إلى ذلك، وخلال لقاءات الملك مع القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) في تامبا، فلوريدا، بنفس الزيارة تم وصف الأردن من قَبْل قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال فرانك ماكنزي بأنه "ركيزة مهمة في الحفاظ على السلام وتعزيز الأمن بجميع أنحاء المنطقة".
دبلوماسية جلالة الملك ضمنت للأردن التصنيف رَسْمِيًّا كحليف رئيسي من خارج الناتو، ليس فقط للولايات المتحدة ولكن أيضًا للتحالف الغربي بأكمله.
الملك عبد الله الثاني بحكمته، أشرف على تطوير وتحديث القوات المسلحة الأردنية، لتكون بجاهزية عالية المستوى لمواجهة أي تهديدات خارجية، والتي انبثق أخطرها عن التمرد في العراق والحرب الأهلية السورية، لقد نجح الأردن إلى حد كبير في تجنب العنف في المنطقة.
زيارة جلالته إلى كندا منذ أيام تضمنت نقاش مع الرئيس الكندي حول مجموعة من القضايا المتعلقة بتعزيز السلام والأمن الإقليمي في الشرق الأوسط ومكافحة التطرف والإرهاب.
لقد تم بحث فرص دعم الحلول المستدامة للصراعات في سوريا والعراق، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وكذلك الوضع في إيران.
إضافة إلى تعزيز الالتزام بحماية اللاجئين، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية، وتعزيز الحق في التعليم، وقد بحثت المحادثات التعاون حول الحوكمة المسؤولة، والتجارة والنمو الاقتصادي، والتمكين الاقتصادي للمرأة، والطاقة، والدفاع.
المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالته الملك عبد الله الثاني وتوجيهاته للحكومات المتعاقبة، تسير بخطى واثقة نحو إصلاحات جذرية في مختلف مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فقد تجلّت الجهود الملكية عبر الاهتمام بمعالجة قضايا الشأن الوطني العام.
لقد أوعز الملك عبد الله الثاني في الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة التاسع عشر، بعمل تحديث يخدم تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية ويعمل من أجل تمكين الشباب والمرأة ويسهم في إيجاد قيادات جديدة تبعث الحيوية في مؤسسات الدولة ويكون لها الحضور الفاعل في مجلس النواب وفي حكومات المستقبل.
الأردن بحكمة قيادته الهاشمية ووعي شعبه الوفي، يسير على درب واضح نحو المستقبل الأفضل.
وبمناسبة ميلاد حضرة صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، نرفع أسمى آيات التهنئة والتبريكات متمنين لجلالته موفور الصحة والعافية ودوام التوفيق. سائلين الله العلي القدير أن يبارك ويحفظ الملك، والأسرة الهاشمية ذخرا وسندا للأردن وشعبه الوفي. حمى الله الأردن أرضا وقيادة وشعبا