اكتشف علماء الآثار في العراق حانة قديمة تعود إلى 2700 عام قبل الميلاد.
ذكرت شبكة "بي بي سي" أن تناول الطّعام في الخارج كان شائعا منذ 5 آلاف عام كما هو الحال اليوم، إذ اكتشف العلماء في مدينة لكش القديمة أن الحانة قُسّمت إلى منطقة لتناول الطّعام في الهواء الطلق، وغرفة تحتوي على مقاعد، وفرن، وبقايا طعام قديمة، إضافة إلى ما يشبه الثلاجة عمرها 5 آلاف عام.
وقال مدير إعلام الهيئة العامة للآثار والتراث العراقية حاكم الشمري، في تصريحات صحفية: تمكنت بعثة جامعة بنسلفانيا الأمريكية أثناء تنقيبها في موقع لكش عن اكتشاف عن مكان عام أثري لإعداد الطعام والشراب وتقديمه للناس على دكات طينية أشبه بالمقاعد المزدوجة، وهو كشف قد يكون من بين أهم مكتشفات هذه البعثة خلال مواسم عملها الأربعة في العراق، فضلا عن تمكنها من اكتشاف مجموعة من الأواني الفخارية و6 أفران والعديد من الدمى الطينية ومسالك وممرات صغيرة بين الأبنية التي تم كشفها، ومواقد للطبخ وأواني تخزين وحفظ الطعام والشراب، علاوة على جرار كبير لحفظ المياه باردة وأدوات للطحن كأحجار الرحى، وعظام وحراشف أسماك وبقايا طعام.
وأشار عالم الآثار من جامعة بنسلفانيا، ريد جودمان، إلى أن الباحثين وجدوا أنفسهم في البداية داخل السّاحة المفتوحة، وهي منطقة كان من الصّعب التّنقيب فيها لكونها "مفتوحة ومكشوفة للخارج".
وبعد العودة إلى السّاحة "الغامضة" في خريف عام 2022، وسّعت المديرة الميدانيّة من جامعة بيزا، سارة بيزيمنتي، مساحة التّنقيب.
واكتشف الفريق الفرن الذي يتمتّع بحجمه الصّناعي، و"ثلاجة" قديمة تمتص الرّطوبة للحفاظ على برودة الطّعام، وعشرات الأوعية مخروطيّة الشّكل، واحتوى الكثير منها على بقايا أسماك، وكشف ذلك عن غرض السّاحة، واستخدامها كمنطقة لتناول الطّعام في الهواء الطّلق.
وقال جودمان: "أعتقد أن الفرن الكبير جدا كان أوّل سمة كشفت عن نفسها"، مضيفا "تَرَكَت عمليّات الاحتراق المختلفة ورواسب الرّماد ألوانا في التّربة نوعا ما، وتم تأطير الجزء الدّاخلي بحجارة طوب كبيرة".
وكانت لكش، وتعرف اليوم ببلدة الهبا، واحدة من أقدم وأكبر المدن جنوبي بلاد الرّافدين، وسكنها الناس من الألفيّة الخامسة حتّى منتصف الألفيّة الثّانية قبل الميلاد.