في رحلة المعاناه والألم التي واكبتها وعشتها في كل لحظتها كانت مع والدي واخي رحمهما الله في اصابتهما بمرض السرطان وفي السعي الدؤوب المقرون بالخوف والألم والمعاناه والتوسل والدعاء كنا على امل رحلة التشافي لكنها كانت قصيرة لم يتاح لنا الخيار فيها .
وبعد تلك المعاناه والفقد الاليم تفهمنا ان المسالة لها ابعاد تتعلق في كثير من المعطيات التي تقرر مسار العلاج وليس بالضرورة احتمالية الشفاء فهناك عوامل عديدة تتداخل في قرار العلاج
.
وعلية يتم اتخاذ قرار العلاج التلطيفي والذي هو ابسط القرارات واقلها تكلفة وجهد واسرع الطرق للخلاص والراحه الابدية .
ولو ذهبت لواقع الحال فان العديد من الهموم والتحديات التي طال الامل في حلها هي على المسار التلطيفي ليس الا .
فالنفاق السياسي والفكري الذي هو الخيار الوحيد في مسايرة واقع الحال وهو صفة هذا الزمان فعندما يغيب الايمان المستقر في القلوب والذي يقود الخوف من الله في العمل والقول فان الهاوية هي المصير .
فكل ما يحاط من قضايا ترتكز على الاصلاح الاقتصادي والذي لا يعلم عقدته الا الله والراسخون في علم الفساد والافساد في الارض .واعتقد ان معادلة الاصلاح الاقتصادي تقارب النظرية النسبية في فهمها وحلها .
فنحن نملك كافة المقومات والامكانيات البشرية في خلق واقع اقتصادي جديد والارتقاء لمرحلة التنفيذ والاقرار بدلا من وضع الخطط والدراسات التي تدور فضاء الاعلام والشعارات والتي لا تفضي عن شيء
.
لقد ان الاوان للدخول في مرحلة الشفاء بدلا من الابقاء على العلاج التلطيفي لقضايا تراكمت وتتنامى وتتسع دون ان نلمس في البعد القريب اي حلول سوى شعارات وخطط في مهب الريح .
ان سبب الاخفاق والفشل في خطط التطوير الاداري والاقتصادي هو غياب مفهوم استراتيجية التنفيذ واعادة هندسة العمليات وهي الحلقة المفقودة في سلسة التطوير والتحديث .
ومن الواضح ان هناك عقبات وابعاد تعيق التنفيذ وتحقيق النجاح والتي على الاغلب ترتبط في فقدان اتخاذ القرار من اصحاب القرار في وجود العقدة الخفية التي تعلق وتعيق اي فرصة او رؤيا او طموح استثماري .
وفي ظل الرؤيا الملكية والتي تشكل الارادة السياسية الطموحة في اجندة عديدة للارتقاء في الواقع الاقتصادي فاين تكمن العقدة في تحقيق واقع ونهضة اقتصادية جادة وملموسة .
ان الطموح المامول وفي ظل الارادة السياسية يجب ان يواكبها الارادة الشعبية بدلا من جلد الوطن والسوداوية القاتمة والتي تقود الفكر الوطني والتي لا بد من التصدي لها في وعي وطني شامل يصاحبة تنفيذ حكومي للانجاز في مسارات تعزيز الثقة والحلول لمسالة الفقر والبطالة بعيدا عن الخيار التلطيفي للحلول .