تقع جمهوريّة تركيا فلكيّاً بين دائرتي عرض 35-42 درجةً شمال خطّ الاستواء، وخطّي طول 25-44 درجةً شرق خطّ غرينتش، أمّا جُغرافيّاً فتمتدّ أراضيها في قارّتين؛ حيث تقع في القسم الغربيّ من قارّة آسيا، والقسم الشرقيّ من قارّة أوروبا، وما يفصل بين هاتين القارّتَين هو مضيق البوسفور الذي يتوسّط تركيا؛ وبهذا تقع قارّة أوروبا في جانبه الغربيّ، بينما تقع قارّة آسيا في جانبه الشّرقيّ؛ وهذا ما جعل موقع تركيا استراتيجيّاً؛ إذ ساهم في فرض سيطرتها على المضيق الواقع بين بحار: إيجه و الأبيض المتوسّط والبحر الأسود.
تشترك تركيا في حدودها السياسيّة مع مجموعة من الدّول والمناطق، وهي: بلغاريا والبحر الأسود وجورجيا من الجهة الشماليّة، والبحر الأبيض المتوسّط واليونان من الجهة الغربيّة، وتحدّها من الجنوب العراق وسوريا، والبحر المتوسّط، أمّا من الجهة الشرقيّة فتشترك في حدودها مع كلٍّ من: أرمينيا وأذربيجان وإيران.
جُغرافيّة تركيا
تُعدّ الطّبيعة الجغرافيّة في تركيا متنوّعةً؛ إذ تنتشر في القسم التركيّ الأوروبيّ مجموعة من التّلال، ويمتدّ في وسط تركيا مضيق البوسفور، أمّا أراضي هضبة الأناضول فهي مرتفعة ومُحاطَة بمجموعة من الجبال الوَعِرة، التي يتجاوز ارتفاع العديد من قِمَمها أكثر من 10000 قدمٍ، ومن أشهرها قمّة جبال طوروس الشرقيّة، بينما يُعدّ جبل أرارات أعلى قمّةٍ جبليّةٍ في تركيا؛ إذ يصل ارتفاعه إلى ما يُعادل 5.166م.
وتمتدّ على سواحل البحر الأبيض المتوسّط والبحر الأسود مجموعة من الأراضي المنخفضة ذات التُّربة الخصبة، ويُعدُّ كلٌّ من نهرَي: الفُرات، وساكاريا من أهمّ الأنهار التركيّة، وفيما يخصّ البُحيرات فإنّ بحيرة فان هي كُبرى البُحَيرات الموجودة في الدّولة.
مناخ تركيا
يتباين المناخ في تركيا تبايُناً واضحاً بين الأقاليم والمناطق؛ حيث يكون فصل الشّتاء ماطراً ومعتدلاً في كلٍّ من المناطق الساحليّة الواقعة في الجهة الجنوبيّة، والجهة الغربيّة التّابعة لهضبة الأناضول، أمّا الصيف فهو حارّ وجافّ، ترتفع فيه درجات الحرارة في المناطق الساحليّة التّابعة لبحر إيجه؛ إذ تصل إلى ما يعادل 32 درجةً مئويّةً، بينما تنخفض درجات الحرارة في سواحل البحر الأسود في فصل الصّيف، فيصل معدّلها إلى 22 درجةً مئويّةً.
يتراوح معدّل هطول الأمطار سنويّاً في المناطق الساحليّة لكلٍّ من البحر الأبيض المتوسّط، وبحر إيجه بين 50-75سم، أمّا المناطق الموجودة قُرب البحر الأسود فإنّ معدّل هطول الأمطار السنويّ فيها يصل إلى 250سم.
سُكّان تركيا
وصل عدد سُكّان تركيا في عام 2021م إلى 85,356,541 نسمة تقريباً،[٥] فقد هاجر الكثيرون إلى تركيا بهدف العمل وتحديداً من الدّول الأوروبيّة، ولهذا ينصّ الدّستور التركيّ على وجود اختلاف عِرقيّ بين السكّان؛ إذ يشكل السكّان من أصول تركيّة نسبة 80%، ويشكّل الأكراد نسبة 20%، أمّا الجماعات العرقيّة الأخرى فهي مُوزَّعة على التّركمان، والشّركس، والعرب بنسبٍ ضئيلةٍ لا تُحتسَب.
اقتصاد تركيا
تعتمد تركيا في اقتصادها على تطبيق الاقتصادى المُختلَط، الذي يجمع بين المؤسّسات الحكوميّة والمؤسّسات الخاصّة، ممّا ساهم في دعم التّنمية الاقتصاديّة، وأدى إلى تحوُّل الاقتصاد من اقتصاد زراعيّ إلى اقتصاد مُعتمِد على الصناعة، والخدمات التي تُعدّ أكثر القطاعات تطوُّراً؛ إذ عمل في قطاع الخدمات ما يُقارب نصف عدد القوى العاملة في القرن الحادي والعشرين، بينما عمِل في كلٍّ من قِطاعَي الصّناعة والزّراعة ربع نسبة العمالة.
حرصت الدّولة التركيّة حتّى عام 1950م على دعم الصّناعة، وتوفير رؤوس الأموال لتعزيز عمل السِّكَك الحديديّة، والمرافِق المُخصَّصة للشّحن، والصّناعات الرئيسيّة، مثل: الصّناعة المعدنيّة، وإنتاج الموادّ الكيميائيّة، بالإضافة إلى الاستثمار في مجال الصّناعات التحويليّة، وخصوصاً في مجالي: المنسوجات، والغذاء، وقد ساهم التطوُّر السياسيّ في تركيا إلى زيادة التّعاون مع الدُّول الأجنبيّة، ولكن في عام 1970م عانى الاقتصاد التركيّ من ارتفاع نِسَب البطالة والتضخُّم، مع عجزٍ في التّجارة الخارجيّة.
تمتلك تركيا مجموعةً من الموارد الطبيعيّة المتنوّعة، ومن أهمّها: الفحم، والنّفط؛ إذ يوجد إنتاج نفطيّ على نطاق ضيّق في حقول النّفط الواقعة ضمن المنطقة الجنوبيّة الشرقيّة لتركيا، وتُستغَلّ الموارد المائيّة فيها أيضاً لإنتاج الكهرباء. ومن أهمّ الخامات المعدنيّة المنتشرة في تركيا معدن الحديد.