أشعل تطبيق "ChatGPT"، الذي أطلقته شركة "OpenAI" الأميركية، في نوفمبر الماضي، حربا بين شركات التكنولوجيا العملاقة، في إطار السباق بينها على امتلاك أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي.
"تشات جي بي تي"، وهو روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي، حقق نجاحا كبيرا وجذب ملايين المستخدمين في وقت قصير، وهو ما دفع البعض للحديث عن تهديده لمحرك البحث الأشهر في العالم "غوغل".
وعلى الرغم من انتشار الذكاء الاصطناعي منذ فترة طويلة، وظهور بعض التطبيقات الشبيهة، إلا أن "تشات جي بي تي"، أثار دهشة كبيرة، بسبب جودة الإجابات التي يوفرها بناء على المعلومات المتاحة لديه، وقدرته على إنشاء محتوى مترابط ومبتكر ومقالات متخصصة، حتى أنه يكتب الشعر والنكات، وذلك من خلال الإجابة على أسئلة المستخدمين بطريقة أشبه بردود البشر، بخلاف "غوغل" الذي يعمل من خلال آلية تقدم نتائج بحث متناثرة من مواقع مختلفة.
ومنذ الإعلان عن روبوت "تشات جي بي تي"، تتسابق شركات التكنولوجيا العملاقة، للإعلان تطوير منتجاتها وتعزيز قدرتها في استخدامات الذكاء الاصطناعي من أجل تأكيد هيمنتها على هذه التكنولوجيا سريعة النمو، والتي تقدم نصوصا وصورا وغيرها من وسائل الاتصال استجابة لأوامر قصيرة.
غوغل
أعلنت "غوغل" التابعة لشركة "ألفابت"، الإثنين، عن إطلاق الروبوت "بارد" (Bard) للمحادثة الخاص بها ضمن مرحلة تجريبية، والذي يستند إلى المعلومات الموجودة على الإنترنت لتوفير إجابات حديثة وذات نوعية عالية.
الاختلاف بين "بارد" و"تشات جي بي تي"، أن الأخير يعتمد على قاعدة بيانات ضخمة مخزنة لديه لا على الإنترنت.
.ويتمتع روبوت المحادثة الخاص بـ"غوغل" بالقدرة على "شرح أحدث اكتشافات التلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) لطفل يبلغ تسع سنوات"، بحسب البيان.
ويستند "بارد" إلى "لامدا" (LaMDA)، وهو برنامج حاسوبي صمّمته "غوغل" لتشغيل روبوتات المحادثة (تشات روبوتس)، وأعلنت مجموعة "ماونتن فيو" إطلاق أول نسخة منه عام 2021.
ورغم هذه المنافسة القادمة من "تشات جي بي تي"، إلا أن "غوغل" لا يزال هو محرك البحث الأشهر، وهو الموقع الأكثر زيارة في العالم، وتبلغ حصته من سوق محركات البحث 92 بالمئة، فيما يعد "بنغ" التابع لشركة "مايكروسوفت" أقرب منافس له.
مايكروسوفت
كشفت "مايكروسوفت"، هذا الأسبوع، عن إصدارين جديدين من محرك البحث على الإنترنت "بينغ" ومتصفح الإنترنت "إدج"، مدعومين بأحدث تكنولوجيا من شركة "أوبن إيه آي" (OpenAI)، التي طورت تطبيق "تشات جي بي تي"، والمدعومة من "مايكروسوفت".
إعلان "مايكروسوفت" يأتي في إطار سعي الشركة لأن تحرز تقدما على حساب عملاق البحث على الإنترنت "غوغل"، بأن تصبح الأولى في تقديم خدمة تفاعلية تشبه المحادثة في الاستجابة لأسئلة متصفحي الإنترنت وإنشاء المحتوى.
وبحسب بلومبرغ، فإن تطبيق "بينغ" الجديد، يعتمد على نموذج لغوي طورته شركة "أوبن إيه آي" وهو أكثر تطورا من الذي يعتمد عليه تطبيق "تشات جي بي تي"، ويمكن فيه تشغيل حالة الدردشة أو وقفها، ويستطيع المستخدمون الاستفادة منه في كتابة رسائل البريد الإلكتروني.
كما يضيف الإصدار الجديد من متصفح "إدج" تطبيق "بينغ" القائم على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للدردشة وكتابة النصوص، ويستطيع تلخيص محتوى صفحات الإنترنت والرد على الأسئلة.
وسيؤدي قرار مايكروسوفت بتحديث المتصفح (إيدج) الخاص بها إلى تكثيف المنافسة مع منافسه (كروم) التابع لغوغل. ومع ذلك، تتوقع الشركة التي تتخذ من ريدموند مقرا لها طرح (بينغ) المحدث على متصفحات أخرى في نهاية المطاف.
وتعتبر "مايكروسوفت" من الداعمين لشركة "أوبن إيه آي"، حيث استثمرت فيها مليار دولار في جولتي تمويل عامي 2019 و2021، كما تعتزم استثمار 10 مليارات دولار إضافية في الشركة لتعزيز التكنولوجيا الخاصة بها.
ومن خلال العمل مع شركة "أوبن إيه آي" الناشئة، تهدف "مايكروسوفت"، صاحبة نظام التشغيل (ويندوز)، إلى تخطي منافستها في وادي السيليكون وربما حصد عوائد هائلة من أدوات تسرِع بشكل عام إنشاء المحتوى وإنجاز المهام آليا، إن لم يكن الوظائف نفسها.
"بايدو" الصينية
كشفت شركة "بايدو" الصينية التكنولوجية العملاقة، الثلاثاء، عن إطلاق أداتها الخاصة القائمة على الذكاء الاصطناعي ضمن مرحلة تجريبية.
وبايدو هي أكبر شركة صينية تتولى حتى الآن تصميم روبوت محادثة مشابه لـ"تشات جي بي تي".
وأشارت ناطقة باسم "بايدو" إلى أن الشركة "يُفترض أن تُنهي الاختبارات الداخلية" لبرنامجها في مارس، موضحة أن الأداة المُسماة "ارني بوت" ستُتاح بعد ذلك "على نطاق واسع" في موعد لم يجر تحديده بعد.