ثلاثة أعوام، مرت علينا أيامها وساعاتها وكأنها الدهر بأكمله، نستذكر سنوات العمر التي قضيناها معك في حلوها ومرها، نستذكر كل اللحظات والضحكات والأيام الجميلة التي عشناها معًا، نستذكر كل نجاح حققته في مسيرتك الرياضية التي مثلت مملكتنا الحبيبة في شتى بقاع العالم حتى وصلت إلى النجومية العالمية.
نستذكر مسيرتك العلمية والأكاديمية التي وصلت فيها إلى أرقى درجات الأستاذية؛ إذ أديت رسالة التعليم في الجامعات الأردنية الرسمية منها والخاصة، والتي استلمت فيها مناصب أكاديمية رفيعة، أديت الرسالة بإخلاص وتفانٍ، وذلك بشهادة تلاميذك الذين تتلمذوا على يديك.
ثلاثة أعوام حزينة، مَرَّت والشوق إليك يخالج نفوسَنا، ولا نكاد نصدق غيابَك، فما زلت بهيَّ الحضور في ابتسامتك المرسومة على محيّاك، في تفاصيل وجهك السَّمْح، في ضحكتك الحنونة، في خِفَّةِ الوقت معك وثقَلِهِ بغيابك، فأنت مازلت ساكنًا بنا، في وجداننا، عقولنا وأمام أعيننا – نحن زوجتك وأبناؤك وأخوتك، وكل من عرفك.
لقد كنت مثال الزوجِ والأبِ المعطاء والأخِ الحنون، والصديقِ الوفي المخلص، والسندَ لنا جميعًا، ولكل من عرفك.
لقد شهد يوم الثالث عشر من شهر شباط للعام 2020، الساعة الرابعة عصرًا توقف دقات قلبك، وفاضت الروح لبارئها، راضية مرضية، بعد رحلة طويلة من العطاء والإخلاص، والتفاني والتميز، كنت فيها الناصح الأمين، المعطاء الكريم، الأكاديمي الحصيف، صاحب الأيادي البيضاء دون منٍّ أو ادّعاء، فسلام على ذكراك، وطيب الله ثراك يا أبا المجد.
كان يومُ رحيلك يومًا موجعًا لنا جميعًا، للقريب والبعيد؛ الصغير قبل الكبير، افتقدك الكثير من أصدقائك، ولكن لا اعتراض على حكم الله ومشيئته، فنحن على يقين بأنك عند ربّ رحيم، في جنات النعيم، مع الأنبياء والأبرار والصديقين.
سلامٌ على تلك الروح الطاهرة، سلامٌ على تلك الأعين النائمة، سائلين الله عز وجل أن يعوضنا بلقائك في الفردوس الأعلى لنشرب معًا شربة الكوثر، من يد سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.