قولٌ مَقصُودٌ به ، أنّ شَخصًا قدّمَ عَمَلاً مُميّزًا لِشَخصٍ أو لمجموعة أشخاص ، بمَدّ يدِ العَون والمُسَاعدة لتخلِيصِهم من ضَائِقة مَادّيّة أو مَعنويّةٍ ، تَرَك على أثَر ذلك مَكانة مَرْمُوقة لِسُمْعَتِه ، وَلاقتِ استحسانَ مُتَلَقِّيِها .
في حين لو أردتَ مُكافأتَه على فِعْلَتِه لن تستطيع ، والجوابُ ؛ لأنّه عِنْدَما أغاثَك عَجز الكثيرونَ عن ذلك ، ولرُبّمَا آثَرَكَ على نَفْسِه ، وبِفِعْلَتِه سَدّ لَهْفتَك .
أمّا إنْ أردّت مكافأة راعي الأوّلة على فِعْلَتِه فإنّها تُعُتبَرُ واجبٌ اجتماعيّ أو من باب السّداد ؛ لأنّكَ أصبَحتَ في رخاء ، وتكونُ قد تذكّرتَ ما لك وإلاّ تَناسَيْتَ ما عليك .
ولعلّكم قرأتُم أو سَمِعْتم بقصّة هارون الرّشيد عندما كان في رحلة مع البَرْمَكيّ ، ونَزَلا بِضِيَافة أحدِ بدو العَرَب ، الّذي أكرَمَهُم بِذَبْح شَاتِهُ الوَحيدة ، دون أن يَعْرفهُما ، فقَدَّمَ له الرّشيدُ كلَّ ما مَعه من ذَهَبٍ ، فاسْتكثر البَرْمَكيّ المالَ ، وقال : كلّ ذلك على شاةٍ عَجْفَاءَ ؟ فقال له الرّشيد : إنّ هذا البَدويّ أكرمُ منّي ومنك ؛ لأنّه أقْرَانا بكلّ ما يَملُك ، ونحن كافأناهُ بجزءٍ يَسِير مِمّا نَمْلُك ، فأيُّنا أكرمُ ؟