..... هم قادمون من قرية تدعى السفينة وهي من قرى محافظة عجلون المحاطة بسلسلة من الجبال وقد عرفت عند القدماء باسم جلعاد اي الصلابة والخشونة وهناك على قمة الجبال قلعة عجلون وتسمى قلعة الربض وايضا قلعة صلاح الدين وهناك اثار قديمة مترامية هنا وهناك سجلت تاريخا عظيما تحاكي به الماضي والحاظر وقد بنيت القلعة لصد هجمات الصليبيين في تلك الحقبة ويزورها الكثير من الزوار والسواح الاجانب والعرب .
ان قرية السفينة تبعد عن عجلون 10كم وعند سؤالي لهم عن هذه التسمية قالوا لي بانها تشبة السفينة ولهذا سميت بالسفينة يبلغ عدد سكانها 1584نسمة قرية جميلة فيها الهدوء والصفاء والنقاء الروحي والذهني بعيدة عن ضوضاء المدينة واجراس المركبات وادخنة المصانع ان زرتها تجد فيها قصة جميلة من الطبيعة هنا وهناك تشتم رائحة الزعتر وفي الوادي تشتم رائحة الشيح والقيصوم وهناك صور شعرية تحاكي الروح وهناك شقائق النعمان والدحنون وهناك نباتات جميلة زينت فيها السهول والهضاب العجلونية الرائعة التي ان زرتها كان لك قصة عشق معها فتكرر الزيارة تلو الزيارة لتمليء عيناك وفؤادك من المشهد الجميل الذي امتازت به عجلون وقراها ..
فمن خلال زيارتي الى احدى المولات في الصويفية نسجت لكم احبتي هذه الدراما الوطنية حيث فاض خاطر قلمي بما رات عيني وسمعت اذني هذه القصة والرواية الجميلة والتي احببتها فانا من يصنع الامل ومن عشاق الكفاح في الحياة وقد وجدت ابا المعتصم وام المعتصم يعرضون منتوجاتهم اليومية من معجنات واعمال بيتية السمن البلدي والجميد والزعتر العجلوني والاجبان اظافة الى الفرن الذي يحضرون به المعجنات اليومية بادارة مشتركة بينهما .... ام المعتصم رئيسة جمعية قرية السفينة ابت الا ان تكون جنبا الى جنب مع زوجها الذي اثقل كاهله الدين فقد كان تاجر معروف في محافظة عجلون ولكن فيروس كورونا اللعين كان له بالمرصاد فكان سببا رئيسيا في اغلاق محلاته التجارية والهروب من اصحاب الدين ، فوجد ام المعتصم السيدة العصامية تقف بجانبه بكل حزم ومثابرة ها هي تقوم الصباح مبكرا بزيارة الجمعية ثم تقوم بتجهيز الطلبيات من معجنات واعمال بيتية اخرى للزبائن الذين اعتادوا على الشراء منها لما تتمع به من مصداقية في البيع والتعامل مع الاخرين .
اخبروني بانهم يتنقلون في جميع انحاء المملكة عندما يكون هناك بازار او معرض فيقومون ببيع منتوجاتهم الطيبة ، ام المعتصم وجدتها من يصنع الامل بالرغم من وجود المعوقات ففي وجدانها وجدت القوة في الوقوف الى جانب زوجها رغم الظروف الصعبة التي المت بالعائلة حقا وجدتها تصنع العمل رغم المعاناة وبعد المسافة من عمان الى عجلون وجدت فيهم التحدي والاقبال على الحياة رغم قسوة الزمن عليهم وجراح الايام والتي يرجون بان النسيان يكون مداويا لتلك الجراح فابا المعتصم كان رجل اعمال ناجح وتاجر يشار اليه بالبنان والان الديون تراكمت عليه فلا حولا ولا قوة الا بالله ، وها هي ام المعتصم تصنع من المستحيل امل وتضمد جراح الزوج بالصبر والمثابرة والارادة ، فالسيدة العجلونية اخذت من جبال عجلون القوة والتحدي والشموخ وعدم الاستسلام للرياح العابرة سيدة اقسمت على نفسها بان تكون يد بيد مع زوجها في حياة صعبة لتسطر في الحياة قصة نجاح بل اجمل القصص في العمل وفي تحد للظروف الصعبة فهم يرددون هذه المقولة التي اعجبتني وكدت اكررها في كل لحظة :لاياس مع الحياة ولا حياة مع الياس ، حقا من اراد النجاح فعليه العمل ومن حقق العمل حتما صنع الامل ، فالسيدة وضحا وضعت لها بصمة في النجاح فمن خلال عملهم الثنائي هي وزوجها العصامي الذي ابى بان يطرق الياس بابه في يوما من الايام حقا انها معادلة صعبة ولكن ان وجد التصميم والارادة والعمل اكتملت معادلة الحياه لتعيش اسرة ابا المعتصم بعزة وكرامة وكفاح ، فطريق النجاح لم ولن يزرع بالورود الحمراء والصفراء هنا وهناك بل مليء بالصعاب.
تحية اجلال واكبار لليد التي تعمل والتي تبني والتي تصنع من المستحيل امل ومن الامل حياة هم ابطال قصتي وروايتي فعائلة ابا المعتصم قصة نجاح مع الكفاح ، فالكفاح ليس بالثورات والحروب فقط بل من خلال الحياة الصعبة اصبحت كفاح ونضال طوبى لمن يصنعون من المحال حياة ومن المستحيل قصة نجاح فلمثلكم ترفع القبعات وتقدم التحيات.