اليوم الاول "أون لاين" ثلاث محاضرات ولكنني تعاملت مع الأمر بجدية تحرق الأعصاب.. جهزت برنامج "تيمز" للمحاضرات و"عبير" شقيقة "زوجتي هديل" تحاول برمجتي على هذا البرنامج والتي ستصبح فيما بعد "مس عبير" .. الحاصلة؛ في اليوم الأول ولا محاضرة نجحت فلم يُفعِّل اي دكتور مادته. والكل حكالي: عادي، اليوم الاول بصير هيك.
اليوم الثاني كان يوما وجاهيًّا..يعني سأكون وجهًا لوجه مع زملائي وزميلاتي والدكاترة .. لا أحد يعرف مكان المختبر الذي ستكون فيه المحاضرة رغم انني سألت أكثر من ١٥ شخصًا في الجامعة.. تذكرت ان "مراد" ابن عمي (خَيْ البَيْ) يعمل هناك في الصيانة.. قادني مثل الطفل الصغير وهو يسأل ويستفسر حتى اوصلني قاعتي بعد ان شرّبني قهوة على حسابه..!
أمام القاعة بانتظار المُحاضِر الذي لم يأت، وحكولي: عادي يكون هيك ثاني يوم..! زملاء بعمر الورد ينتظرون ويحدقونني بنظرات مليئة بالأسئلة.. تقدّمتْ مني صبية بعمر "ابنتي بغداد" وسألتني: فيه محاضرة؟ قلت لها: مش عارف؟ فقالت: مش حضرتك الدكتور؟ فقلت: طالب مثلك..! في عينيها الدهشة وهي تقول مبتسمة: جد؟ وتركتني وانا انتظر المحاضر.
الان صراع؛ متى أغادر القاعة؟ بعد انقضاء الوقت تماما والا بعد كم؟ وبعد مرور ٢٠ دقيقة أرسلتُ لهديل وابنتي بغداد وانس بيك الطنطاوي الذي كان قد زوّدني بنصائح مهمة لأنه سبقني بالتجربة.. والثلاثة اجمعوا ان اغادر بعد مضي ربع ساعة من بدء المحاضرة إذا لم يأت المحاضر.. وكلهم قالوا: عادي بأول أسبوع !.
المشكلة التي واجهتني حقيقة هي بعد المسافة بين البوابة واماكن المحاضرات.. وانا معي ديسكات وخدر في القدمين ولهاث دائم من المشي القصير فكيف الطويل.. تشحطط معي ابن عمي مراد في اليوم الأول وهو يتنقل بي من مكان لمكان ولكن يجب ان تحل مشكلة دخول سيارتي للجامعة والا سأتبهدل بهدلة ما بعدها بهدلة.!
في المرّة القادمة سأحدثكم عن أول محاضرة زبطت معي وجهًا لوجه وما سيلي ذلك من أحداث.. انتظروني إذا الله ما جاب عاقة.
*_(( ملاحظة مهمّة: المقالات تعبّر عن وجهة نظر الكاتب فقط ولا تشتبك أو تتصارع مع وجهات النظر المخالفة لها بل تحترمها ))_*