باتت عمليات الاحتيال الالكتروني نهجا للبعض ممن اتخذوا خداع المستخدمين للشبكة العنكبوتية وسيلة لكسب المال، واتسعت رقعة هذا النوع من الاحتيال إذ اصبح يستهدف جميع فئات المجتمع على مختلف اعمارهم وتوجهاتهم ورصد اهتمامات مسار محركات البحث لديهم.
كل شخص منا معرّض لعمليات الاحتيال، لذا بات الوعي حاجة ملحة لمكافحة هذه الظاهرة التي تمسنا بشكل مباشر، اذ اصبحنا بحاجة لمعرفة المعلومات والطرق التي تمكننا من معرفة كيفية التعرُّف على الأساليب الاحتيالية من أجل تفاديها.
تنجح عمليات الاحتيال بكثرة لأنها تبدو مثل الشيء الحقيقي وتأتي على غفلة دون سابق إنذار وفي وقت لا نتوقعه إذ يمكن أن تشمل هذه العمليات الاحتيالية عرضاً مغرياً جداً، أو اتصالاً هاتفياً للمساعدة تقديم خدمات صيانة قد نحتاج لها، أو تهديداً بنشر معلومات عنك غير صحيحة لدفع مبلغا من المالِ ، أو تحذيراً من مصرفك أو مزوّدك بخدمة الاتصالات حول مشكلة في حسابك، أو حتى دعوة لتكون "صديق" لشخص ما على مواقع التواصل الاجتماعي.
يستغل المحتالون التكنولوجيا الحديثة في صنع محتوى تسويقي يبدوا حقيقيا، اذ يبدوا للمتابع انه موقع لعرض منتجات أو خدمات، أو روابط لتقديم بياناتك لحضور مناسبة او ندوة ما، وذلك من أجل خلق سيناريو يمكن تصديقه، إذ بمجرد اقتناع الشخص بحقيقة الخدمات سيدفع مبلغا يبدوا رمزيا والهدف من ذلك هو الحصول على معلوماتك الشخصية، حتى أن المحتالين في بعض الأحيان ينتحلون صفة موظفين حكوميين ورسميين ويطلقون ادعاءات كاذبة أو يستخدمون تهديدات بفرض غرامات مثلاً اذا لم تتقدم الان بتعبئة إستبيان ما. وقد يحصل هؤلاء المحتالون على البعض من معلوماتك الشخصية من مواقع التواصل الاجتماعي ليجعلوا مطالبهم تبدو مشروعة أكثر.
-ماذا يمكنك أن تفعل لحماية نفسك
من الوقوع في شرك الاحتيال؟
اولا: كن متيقّظاً دائما عندما تتعامل مع اتصالات من قِبل أشخاص أو جهات تجارية، سواء كانت عبر الهاتف أو البريد والرسائل الألكترونية، أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن الجدير بالذكر أن احتمالية أن يكون الاتصال عملية احتيال كبيرا جدا.
ثانيا: إعرف مع من تتعامل. إذا كنت قد تعرفت بشخص ما عبر الانترنت فقط أو إذا لم تكن متأكداً من قانونية جهة تجارية معينة، خذ وقتك في البحث عنها، فعلى سبيل المثال لا الحصر استخدم محرك البحث Google وابحث عبر الانترنت عن أشخاص آخرين من المحتمل أن يكونوا قد تعاملوا معهم وصورا حقيقية لهذه الجهة.
ثالثا: تجنب فتح الروابط التي تظهر أمامك أو رسائل ألكترونية إذا لم تكن مألوفة لك من قبل، تأكد من هوية المتصل وقانونية الخدمات التي يعرضها عبر دليل الهاتف أو البحث على الانترنت. ولا تستخدم الشكل المرفق لتعبئة اي معلومات شخصية أو مالية عن طريق الرسالة المرسلة إليك.
رابعا: إحتفظ بمعلوماتك الشخصية بشكل آمن، واحتفظ بكلمات السر والأرقام السرية الخاصة بك. وكن حذراً جداً اتجاه كمية المعلومات الشخصية التي تشاركها على مواقع التواصل الاجتماعي.
خامسا: حافظ على جهاز هاتفك والكمبيوتر الخاص بك باستخدام وتفعيل اجراء الحماية بكلمة سر قبل الولوج إلى الملفات الموجودة داخله، وقم بتحديث برنامج الكمبيوتر الأمني واحتفظ بنسخة احتياطية للمحتوى. إحمِ شبكتك الخاصة سواء المنزلية أو في العمل ال WiFi بوضع كلمة سر عليها من أجل الحيلولة دون استخدامها من قبل أجهزة هاتف أخرى أو النقاط الساخنة في الـ WiFi للقيام بعمليات مصرفية أو تقديم معلومات شخصية على الانترنت.
سادسا: إختَرْ كلمات السر الخاصة بك بعناية ليكون من الصعب على الآخرين توقعها وقم بتحديثها بشكل دوري. لا تستخدم كلمة السر ذاتها لكل حساب ولا تشارك كلمات السر الخاصة بك مع اي أحد.
سابعا: راجع المرفقات مع كل تطبيق المتعلقة بسياسة الخصوصية والأمان على مواقع التواصل الاجتماعي. خصوصا إذا كنت تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقاتها بشكل مستمر.
ثامنا: لا ترسل مالاً أبداً أو تعطي تفاصيل بطاقتك الائتمانية أو تفاصيل حساباتك البنكية على الانترنت أو تشارك نسخاً من وثائق شخصية مع أيّ شخص لا تعرفه أو لا تثق به.
تاسعا: كن حذراً عند التسوق من المتاجر الإلكترونية واحذر من العروض التي تبدو مغرية جدا وغير منطقية، واستخدم دائماً خدمات التسوّق على الانترنت التي تعرفها وتثق بها.
بالوعي وامتلاك المعرفة بالطرق التي يتبعها المحتالون إلكترونيا نستطيع حماية انفسنا من هذه المحاولات، وعلينا دوما متابعة التطورات الرقمية لنمتلك السبل المثلى للحد من هذه العمليات الاحتيالية ومكافحتها.