يعد "فيتامين د" أحد الفيتامينات الذائبة في الدهون ويسمى أيضاً بفيتامين الشمس، لأن الجسم يقوم بتصنيعه عند التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية، وتعتبر أشعة الشمس هي العامل الأهم في تصنيعه بالجسم عبر الجلد. كما يمكن الحصول عليه من أغذية معينة.
وله عدة وظائف مهمة منها، أنه يعمل على امتصاص الكالسيوم في الغذاء من الجهاز الهضمي للجسم ومهم أيضا لبناء العظام ومناعة الجسم والصحة النفسية.
واكتشف أطباء من أوروبا وكندا أن تناول فيتامين D يخفض من خطر تطور الخرف بنسبة 40% بين كبار السن الذين أعمارهم 70 عاما وأكثر.
ويقول الباحث بايرون كريز من جامعة إكستر البريطانية: "إن تقليل تواتر أو إبطاء تطور خرف الشيخوخة أصبح هدفا مهما للبشرية، مع الأخذ في الاعتبار حقيقة أن عدد المصابين به يزداد باستمرار. وقد أظهرت نتائج الدراسة ألتي أجراها العلماء أن فيتامين D يمكن أن يكون وسيلة فعالة في حل هذه المشكلة". وفقا لروسيا اليوم.
ووفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية يعاني 55 مليون شخص في العالم من الخرف، وأحد الأسباب الرئيسية هو مرض الزهايمير الذي يكتشف لدى 60-70 بالمئة منهم. هذا المرض يسبب موت خلايا الدماغ، ما يؤدي إلى انخفاض المهارات العقلية والسلوكية والاجتماعية تدريجيا لدى المصاب، حتى أنه ينسى ما تحدث عنه قبل قليل أو الحدث أو أسماء الأقارب، ويضيع في مكان مألوف، وغير ذلك.
وقد قرر الباحثون معرفة كيف يؤثر فيتامين D الذي تساهم جزيئاته في إخراج "القمامة" البروتينية من خلايا الدماغ واحتمال الإصابة بالخرف. ومن أجل ذلك تابعوا حالة أكثر من 12 الف شخص تجاوزا السبعين من العمر.
ووفقا للباحثين كان ثلث المشاركين في الدراسة يتناولون فيتامين D بانتظام، ما سمح للأطباء بمراقبة تأثيره في حالة الدماغ خلال السنوات العشر المقبلة، آخذين في الاعتبار ما إذا كان هؤلاء يحملون الطفرة APOE4 وهي متغير الجين APOE الذي يزيد من احتمال الإصابة بمرض الزهايمر عدة مرات.
وأظهرت المتابعة أن الخرف تطور لدى 2.7 ألف مشترك في الدراسة بعد 10 سنوات على بدايتها، وأن 75 بالمئة منهم لم يتناولوا الفيتامين. لذلك عند أخذ جميع العوامل الجانبية، يتضح أن تناول فيتامين D بانتظام يخفض احتمال الإصابة بالخرف بنسبة 40 بالمئة.
ووفقا للباحثين كان هذا واضحا جدا بين الذين لا يحملون الطفرة APOE4 . لذلك يعتقد كريز وفريقه العلمي أن أمعاء الذين يحملون الطفرة APOE4 تمتص بنشاط فيتامين D من الأطعمة مقارنة بالآخرين.