لايوجد فى عالم السياسية لون ابيض او اسود "بل هنالك رمادي مائل للبياض ورمادي مائل للسواد " فالحدية بعالم السياسية غير موجودة لا فى مبتدا الكلام ولا بخبر العبارة ، حتى اثناء الحروب مهما بلغت ضراوتها وهو ما يجعل مساحة المناورة متسعة وجملة التقدير متعددة الاضلع وهذا ما يمكن اسقاطه على حاله المشهد السعودي الذى استغل مساحات المناوره لتقديم جملة مبتدا وليس عبارة خبر فى المشهد العام وهو ما تم ضمن ايقاع متصل يحقق اهداف متعددة في جمله سياسية واحدة ،،
فبينما كانت الدبلوماسيه السعوديه تنجز اتفاق تاريخي مع ايران
على الارض الصينية بقيادة ولي العهد الامير محمد بن سلمان
كان الامير خالد بن سلمان وزير الدفاع يعزف سمفونية اخرى مع الولايات المتحده فى كوريا الجنوبيه بيما تلتئم الغرفة الامنية في تبوك لمناقشة القضايا الامنية والاستراتيجية في المنطقة بمشاركة (كل) الاطراف الامنيه ومعتمده بذلك على برنامج عمل يشرف على صياغته كوريلا، ،، صاحب نظرية فصل المسار السياسي عن المسار العسكري واختزال القرار الامني فى تبوك كما ببنه بعض المتابعين ...
وهو العرض الذي يؤكد ان لا وجود لمصطلح ابيض و اسود لا بالجملة التقديرية ولا فى بيان العرض فى محصلة جملة سياسية تفيد للتعاطي مع القضايا المركزية مع اشتداد حالة التجاذبات الدولية فى منعطف تاريخي يعصف بالعالم ويسقط بظلاله على المنطقة وذلك عند تقييم حاله مشهد يراد تقييمه لاستنباط بيان تقدير موقف عام .،
فالرياض تعمل بذكاء ضمن فضاء دبلوماسي واسع وتحرص لاستثمار مساحة مناورة سياسية الى اقصى حد ممكن ، وهو ان كان يشكل جهد كبير لكن فى المحصلة من المهم انجازه لتعزيز درجة الاستقرار الحدودي للسعوديه فى اليمن والعراق كما بمناطق نفوذها اللبنانية بعد ان تعذر عليها الدخول فى الفضاء السوري لدواع امنية .
وهذا ما تطلب منها اعادة صياغة للجملة الدبلوماسية مع القوة الصاعدة النوويه الايرانية تقيها من ضربه فى حال اندلعت حرب اقليمية ايرانية اسرائيلية وتبقيها على الحياد ، هذا اضافة لفتح قنوات تفاوضية امنيه تقوم على مسالة المفاعل النووي السعودي مقابل علاقات تطبيعية مفترضة كما تصف ذلك بعض المواقع الاستخبارية حتى تستكمل السعودية مركز البيان المركزي بالمحصلة الجيوسياسية ، وهى جميعها نقاط ايجابيه من منظور سعودي ،،
لكن من منظور اخر فان خطوة خروج السعودية من المجال الحيوي للولايات المتحدة "سياسيا" قد يعرضها للدخول بحسابات اخرى في عقدة اصعب ، كما فى بعض محطات التجاره العالمية والاستثمارات الدولية على الرغم من حرص الرياض التاكيد ، على مركزية حاضنتها العسكرية الامريكية من خلال البدء بانشاء مصنع للصواريخ التكتيكية بتقنية مدارية تحمل نماذج متطوره كورية ويابانية وبمشاركة بريطانية هذه المرة ،،،
لكن هذه الخطوات تبقى تدور فى اطار الفلك الاني البعيد وليس الاستراتيجي القريب كونها تبقى تدور فى المجال الحيوى المتحرك الذى يبعدها عن مركز بيت القرار اذا ما بقيت تقف عند فضاء مساحة المناورة الواسعة .، ،،، فما تراه يحمل طابع الزاوية المنفرج يراه الطرف الاخر يشكل نقطة بعيده يمكن لفظها عند اية منعطف حاد يتم التعاطى معه.،،،
وهو ما يستدعي توخي اليقظة فى جملة التعاطي مع الاحداث السائدة فى ظل مشهد تقوم محاوره الجيوسياسية على عناوين حركة طاردة في تركيا وايران كما في اسرائيل التى كانت تعتبر بالسابق بيت القرار للاقليم ،،،،فان المناورة فى المساحة الرمادية تستوجب اليقظة ،،،هذا لان السعوديه تشكل العمق الاستراتيجي للاردن ومصر والاهتمام بمجالها الحيوي واجب وفرض عين عليهما.