بعد صلاة الشكر لله ، فالدعاء بالرحمة والمغفرة بشهداء الكرامة الذين صدقوا الله بما وعدوا، فصدقهم الله وأكرمهم فجعل ارواحهم في جوف طير خضر في عليين، احياء عند ربهم .
من الوفاء الصادق لمن خصهم الله بالمشاركة في معركة الكرامة أن نقلل الحديث عنهم الا بما يستحقون ، حتى لا نخدش عظمة امجادهم وافعالهم بفائض من لغو الكلام لان لهم قدسية وكذلك المعركة لها قدسية ، هي معركة رعاها الله ونفذها رجاله الصالحون ، حين كان هتافهم ارم بسم الله الرمية ، وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى .
معركة الكرامة هي معركة الايمان والحق ضد طواغيت الشيطان المتجبرة ، المغضوب عليهم ، وهي معركة الفئة القليلة ضد من تكبُر وطغى وتغطرس، مغروراً بقوته العسكرية تحت شعاره الجيش الذي لا يقهر ، وجرت احداثها فوق ارض عطرت بدماء صحابة رسول الله وغبار سنابك خيول جيش الفتح الاسلامي فهي ارض مباركة مصانة من كل دنس.
رجال معركة الكرامة ، من استشهد منهم ومن توفاه الله لاحقاً ومن بقي حيا ً ، هم مكرمون بأجر من الله ، لا يريدون مدحا ولا ثناءً فمن يقدم روحه اغلى ما يملك فداء للوطن هو ارفع وأجل من ان ينتظر الثناء من العباد ،ولكننا نحن من يعترف بجمائلهم ونثني عليهم ونسجد ضارعين الى الله بالدعاء لهم ولذويهم .
معركة الكرامة في مقاييس مقارنة القوى للأطراف المتقابلة بعيدة كل البعد عن أوجهه المقارنة وموازينها العسكرية ، فميزانها راجح للعدو بشكل مطلق ، إلا بعامل واحد هو قوة الايمان التي تقود للشهادة والتضحية والبطولة ، وهذا الذي كان .
القتال بالسلاح الابيض والرشاش والمدفع والدبابة الذي جرى على ارض المعركة قد حير عقول المحللين العسكريين والمدنيين وهم يضعون عوامل المقارنة نصب اعينهم ، ولكننا نحن نؤمن ان مقاتلينا قاتلوا مُردفين .
هذه هي حقيقة معركة الكرامة بالرغم من الموقف الاقليمي والدولي الذي كان سائداً آنذاك ، وما افرزه في نتائج حرب 1967 في الاستخدام المفرط للقوة من اسرائيل وحلفائها ضد دول المواجهة الثلاث .