لطالما شكل السل واحدة من مشاكل الصحة العامة الخطيرة، منذ زمن بعيد وحتى اليوم.إذ تذكر المصادر أن داء السل تم تشخيصة لأول مرة في الـ24 من آذار عـام 1882 لذلك اعتمد هذا اليوم باليوم العالمي لمرض السل ،ولكن مع اكتشاف المضادات الحيوية القادرة على مكافحة السل في بدايات الأربعينات من القرن الماضي، قد بدت ملامح الانتصار على المرض،ولكن، وبسبب استمرار وجود العديد من عوامل خطر الإصابة بالسل، مثل عدم توفر الخدمات الصحية المناسبة، أو ضعف المناعة الناجم عن الإصابة بالإيدز، أو تطور المقاومة تجاه الأدوية، وانتشار الفقر المدقع في مناطق عديدة من العالم، فلا يزال المرض منتشرًا بشكل مميت حول العالم.
وبدوره قال استشاري الامراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة وامراض النوم، الدكتور محمد حسن الطراونة في تصريحات لقناة المملكة اننا في الاردن نحتاج الى اتخاذ العديد من الاجراءات والتدابير لتطوير الجهود لمكافحة مرض السل وعلى رأس هذه الاجراءات هي ان يكون لدينا مركز متخصص لتشخيص ومعالجة مرضى السل.
وتابع وان يكون مركزا منفصلا ومتبعا لكل الشروط والاجراءات الاحترازية لمثل هذه الحالات وان يكون هذا المركز تحت اشراف اطباء اختصاص في امراض الصدرية لديهم خبرة في التعامل مع مرضى السل .
واكد الطراونة على ضرورة ان يكون هنالك تشاركية بين القطاعات الصحية سواء القطاعات الجامعية او القطاعات العسكرية او القطاعات الخاصة لوضع بروتوكول وطني من اجل ان يكون هناك جهود منسقة للتصدي لمثل هذا المرض.
وأوضح ان لدينا ضعف واضح في الاردن في التعامل مع مرض السل ولايقتصر هذا الضعف ع الاردن انما في المنطقة العربية برمتها لذلك يجب ان يكون هناك جهد اقليمي وعربي دولي للتعامل مع مرض السل
وأضاف نحن ننصح لاتخاذ اجراءات للتشخيص المبكر لمثل هذه الحالات او الحالات المشتبه بها اوالمخالطين للحالات المؤكدة من خلال ايصال العلاج الوقائي لهم وايصال العلاج للاشخاص المصابين لان مرض السل مرض يمكن علاجه ويمكن الوقاية منه .
وشدد على ضرورة ان يكون هنالك تعاون من قبل المركز الوطني لمكافحة الاوبئة من خلال وضع استراتيجية وطنية لمكافحة السل بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية وذلك بغية وجود دعم مالي وذلك لضرورة توفير علاجات وتوفير التشخيص والكوادر.
واستكمل حديثه راجيا من السلطات الصحية ايجاد مبنى مخصص ومبنى مراعي لجميع الشروط الصحية للتعامل مع مرضى السل من اجل تشخيصهم ومتابعتهم حتى لايحدث مضاعفات او ارتفاع في اعداد الاصابات .
واضاف الطراونة ان الشخص الذي لايتم تشخيصه بمرض السل يمكن ان ينقل العدوى الى حوالي عشرون شخصا خلال مدة عام وهنالك حالات من السل الكامن التي تحتاج الى تشخيص والعلاج.
ونوه الدكتور محمد الطراونة الى ان السل يعد المرض الثالث عشر لاسباب الوفاة حول العالم وهو ينتقل عن طريق الاتصال المباشر من خلال ملامسة الرذاذ الخارج من الجهاز التنفسي للالشخاص المصابين فيه ويعد من الامراض القديمة .
واشار الى ان ليس كل من يتعرضون للجرثومة السلية قد يصابون بالسل وان هنالك نوعان مريض السل و عدوى السل الكامنة وعادة مرض السل ما ينشط لدى الاشخاص الذين يعانون من نقص في المناعة كالذين يتاولون ادوية مهبطة للمناعة او كبار السن او الذين لديهم امراض كامنة او امراض مزمنة فقد ينشط هذا المرض لديهم.
واكد الطراونة على انه في حال تشخيص الحالات التي تعاني من حالة عدوى السل الكامنة او السل الغير نشط هذا يؤدي الى علاجهم بشكل مبكر وعدم تطور المرض لديهم .