في بداية مقالي أتساءل هل يتم صياغة رؤية عربية مشتركة تمنع محاولات العبث بأمن الدول العربية في المرحلة القادمة؟، وخاصةً في ظل التقارب السعودي الإيراني فقد بدأ عام 2023 بضربة معلم التي نالت ترحيب واسع النطاق على المستوىّ العربي، والإسلامي شعب وحكومات، وَتَنُمُّ عن رشد، وحنكة سياسية من قائد جَسُور، قائد المرحلة "محمد بن سلمان"«إستئناف العلاقات السعودية الإيرانية»، والبدابة اليمن بعد معاناه إستمرت أكثر من "9” سنوات والتالية سوريا، ومؤشرات على قرب التوصل إلى مسودة سلام باليمن تأتي على نَهْج، ومِنْوال التقارب السعودي الإيراني، وبداية جديد تشهدها المنطقة" فـ"من التطبيع مع إسرائيل إلى التقارب مع إيران، والظروف الراهنة التي يمر بها العالم كانت تتطلب هذا، لإنهاء الصرعات العربية العربية، والخطوة التي أقدمت عليها المملكة العربية السعودية كانت ومازالت في إطارها الصحيح «عودة العلاقات مع إيران».
وتذهب جميع المؤشرات إلى أن الصرعات الحالية في دولة اليمن الشقيقة، قد قاربت على وضع أوزارها بعد عدة سنواتً عجافً ذاق خلالها الشعب اليمني، ويلات قد تَفَاوَتَتْ دَرَجَاتُهُا "البلية، المصيبة" وربما تعجز مقامات الكتابة بسردها، وكان الإتفاق بين السعودية وإيران بمثابة إزاحة حجر العثرة وإلقاءُة في المياه الراكدة، في الوقت التي تقود فية السعودية تحالفاً عربياً داعماً للجيش اليمني، لإستعادة مناطق من قبضة جماعة "الحوثيين"، المتهمة بتلقي دعم عسكري ومادي من إيران.
وبعد "9” سنوات من الأزمة التي عانَى منها الشعب اليمني، وتحمل مالم يتحملة بشر على وجه الأرض، خلال صراع غير مسبوق في المنطقة، وَلَد آزمة إقتصادية لحقت بآزمات سابقة كانت تمر بها البلاد، وقد إقترب التوصل إلى مسودة سلام شاملة للأزمة برعاية أممية، وفي مقدمة بنود هذا الإتفاق، وقف شامل لإطلاق النار في البلاد، وفتح جميع المنافذ البرية والجوية والبحرية، ودمج البنك المركزي، فضلاًعن؛ إستكمال تبادل الأسرىّ وإطلاق سرح المعتقلين من الجانبين.
وإلتزمت" السعودية" التي تقود التحالف العربي بدفع جميع الرواتب للموظفين اليمنيين حتى في المناطق التي تُسيطر عليها الحوثيين، والمناطق الأخرىّ دون إستثناء، وسيبدأ تشكيل لجان لحصر الأضرار الناجمة عن الحرب، ومعالجتها وتعويض المتضررين تحت إشراف الأمم المتحدة وبضمانة دولية ورعاية صينية، وسط توقعات بأن يجري التوقيع بحضور مجلس التعاون الخليجي، وسفراء ومسئولين من دول كبرىّ أبرزها روسيا وبوجود إيران ودول عربية.
ويبدو أن التقارب "السعودي الإيراني" قد سرع من حلحلة الكثير من المشاكل، وأعتقد أن إيران وافقت على إقناع الحوثيين بقبول إتفاقية جديدة تضمن إنهاء الحرب والجلوس مع الشرعية للتوقيع على إتفاق لا يقتصر على الهدنة فحسب إنما للوصول إلى حل سياسي ينهي الحرب، وكافة الصراعات والنزاعات السياسية القائمة، ويضمن عدم تجدد الصراع بين الشعب اليمن وبعضة،
وتأمل الشعوب العربية وخاصةً اليمنية بأن يؤدي إتفاق السعودية وإيران إلى كف طهران عن التدخل في شؤون اليمن الداخلية، وكافة الدول العربية، وأن تكون إستئناف العلاقات بين السعودية وإيران تؤكد؛ للمجتمع الدولي على إرتكازهما على مبادئ، ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة من حيث إحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شئونها الداخلية، وترسيخ مفاهيم حُسن الجوار وتعزيز الأمن والإستقرار في المنطقة بأكملها.
وكانت الهدنة بمثابة «لحظة أمل» تتأملها شعوب المنطقة العربية بأكملها، ورغم إنتهاء الهدنة في البلاد، إلا أن أطراف النزاع اليمني مستمرون في تنفيذ الكثير من بنودها، وفق "هانس غروندبرغ" مبعوث الأمم المتحدة الخاص بالوضع في اليمن، الذي قال: منذ عدة أيام إن الهدنة التي بدأت مطلع أبريل 2022، وتم تمديدها حتى 2 أكتوبر من العام نفسه مثلت لحظة من الأمل كونها إنفراجة نادرة في دورة من العنف والتصعيد إستمرت تقريباً على مدى 9 سنوات، وقد أدت الهدنة إلى خفض حدة التوتر والتصعيد العسكري، وكذلك إعادة تشغيل الرحلات الجوية من مطار صنعاء، وفتح ميناء الحديدة الخاضعين لسيطرة "الحوثيين"، فيما تواصل الأمم المتحدة والفاعلون الدوليون، والإقليميون جهوداً مكثفة لإستئنافها والبناء عليها لتحقيق تسوية شاملة للنزاع.
ولحق هذا إعلان مسؤول حكومي يمني رفيع المستوى، أول أمس "الجمعة" عن التوصل إلى إتفاق لتمديد الهدنة مع "الحوثيين" من ستة أشهر إلى سنة، يعقبها حوار سياسي مباشر لحل شامل لأزمة البلاد، وأضاف المسؤول، أن الحكومة الشرعية وجماعة الحوثيين إتفق على تمديد الهدنة من ستة أشهر إلى سنة، وأشار؛ إلى أن إعلان الإتفاق رسمياً خلال موعد أقصاه عدة أيام قليلة، مشيراً؛ إلى أنه تم التوصل إلى إتفاق لتمديد الهدنة في اليمن حتى نهاية العام الحالي وتوسيعها لتشمل إجراءات إنسانية وإقتصادية غير مسبوقة.
وأكد: على أن بنود الإتفاق تشمل فتح الرحلات إلى مطار صنعاء الدولي بشكل أكبر، وإستئناف التصدير للنفط من الموانئ اليمنية، وفتح الطرقات في محافظة تعز، وإطلاق سراح جميع الأسرى، ونقل البضائع إلى ميناء عدن مباشرة، فضلاًعن؛ أنه إتفاق الطرفان أيضاً على فتح حوار سياسي مباشر لحل الأزمة في البلاد وإنهاء كافة الصراعات والنزاعات السياسية.
وعلى صعيد أخر قال: مصدر يمني مطلعاً، إن الحوثيين يشترطون توقيع الرئيس السابق "عبد ربه منصور هادي"على أي إتفاق يتم بين الأطراف المتنازعة،
وأكد: على أن وفداً سعودياً عمانياً عراقياً سيصل صنعاء خلال أيام قليلة، وذكر في وقت سابق، أن وزير الدفاع السعودي"خالد بن سلمان"، أبلغ جميع الأطراف اليمنية المتواجدة في الرياض بالصيغة النهائية لبنود إتفاق هدنة جديدة من المتوقع الإعلان عنها خلال وقت قصير.
وتصدرت عناوين الصحف العربية والغربية على صفحاتها منذ ساعات قليلة بوصل وفد دبلوماسي سعودي أمس"السبت" إلى طهران، لمناقشة آليات إعادة فتح ممثليات المملكة في إيران، في أول زيارة من نوعها منذ الإعلان المفاجئ عن إتفاق إستئناف العلاقات بين البلدين برعاية صينية، فيما وصل وفد سعودي آخر إلى صنعاء اليمنية التي تسيطر عليها جماعة الحوثي المدعومة من إيران.
وأُشير: لـ"نيروز " في مقالي هذا إلى مقالي السابق في 12 مارس من العام الجاري 2023، والذي حمل عنوان «ضربة معلم من التطبيع مع الإسرائليين للتطبيع مع الإيرانـيين!» وكان أبرز ما جاء فيه هو إن إستئناف العلاقات السعودية الإيرانية، نالت ترحيب واسع النطاق على المستوى العربي، والإسلامي شعباً وحكومات، فضلاًعن؛ أن إستئناف العلاقات تؤكد؛ على إرتكازهما على مبادئ، ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة من حيث إحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شئونها الداخلية، وترسيخ مفاهيم حُسن الجوار وتعزيز الأمن والإستقرار في المنطقة بأكملها، وقد تساهم بشكل كبير في إنهاء الصراع السياسي الثائر في اليمن وسوريا وتنهي معاناة شعوب تلكُما البلدين، وتعُد هذة الخطوة مهمة جداً من أجل إزالة مواضع التوتر في العلاقات على المستوى الإقليمي.
وأكدت: فيه على أن الوساطة الصينية تعُد بمثابة المبادرة الناجحة، والنشاط السياسي الأول لـ”بكين” في منطقة الخليج والشرق الأوسط، ويأتي هذا النجاح من خلال الثقة التي تبديها دول المنطقة للصين، بسبب ما تملكه من علاقات إقتصادية، وتجارية من ناحية، بالإضافة إلى تاريخها الخالي من الخلافات والصراعات، حيث لم تكن الصين مسبقاً منخرطة في أي من النزاعات، ولا تملك تاريخاً إستعمارياً في المنطقة، وهي أمور وظفتها بكيّن بحنكة وفطنة جيدة خلال حواراتها ودبلوماسيتها، وأدت في النهاية وصول الأطراف المختلفة للإتفاق، كما أكدت على أن قد يكون هذا الإتفاق له أثر أكبر في خلافات أخرىّ ذات أهمية بالغة، حيث يمكن للصين أن تلعب أدوار أخرىّ في ملفات عربية عالقة، من أبرزها الخلاف المصري السوداني من جهة وأثيوبيا من جهة أخرىّ في قضية سدّ النهضة.
وختاماً: فإن توقيت الحديث عن قرب إعلان إتفاق سلام شامل في اليمن، والحديث المتسارع عن لقاءات وإجتماعات لأطراف الأزمة مع جهات إقليمية فاعلة في المنطقة، يأتي مدفوعاً بالإتفاق السعودي الإيراني على إستئناف العلاقات بينهما، وأن التقارب بين القوتين الإقليميتين سيؤدي إلى تأثير مباشر على مجريات النزاع الذي أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 380 ألف شخص، ونزوح الألف في الداخل والخارج، فضلاًعن؛ أنه قاد اليمن إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم وفق تقرير الآمم المتحدة، ويعُد إنهاء الصراعات في اليمن أول إختبار لجدية دولة إيران الإسلامية في التقارب مع السعودية التي تعرضت منشآتها البترولية في السنوات الأخيرة لهجمات عبر طائرات مسيرة، كما كانت هدفاً لصواريخ تبنت إطلاقها جماعة الحوثيين المدعومة من إيران.