أكّد المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية، الدور الهام والأساسي للرعاية الصحية الأولية التي يتم تقديم غالبيتها عبر المراكز الصحية المنتشرة في المملكة في الكشف المبكر للأمراض، خاصة السارية منها التي قد ينجم عنها أوبئة يمكن تشخيصها مبكراً والوقاية منها والاستجابة لها.
كما أكّد المركز الأهمية الكبرى لدور المختبرات المتوفرة في هذه المراكز الصحية، خاصة الشاملة منها، في وضع فرضيات التشخيص المبدئي الأولي لاكتشاف أي ظواهر مرضية غريبة وخاصة المعدية منها، وفق بيان صادر عن المركز اليوم.
وسعياً إلى تعزيز أهمية الرعاية الصحية الأولية كمدخل للوقاية من الأمراض السارية والأوبئة، دعا المركز إلى دعم المبادرات الرامية لتحقيق التغطية الصحية الشاملة التي تمكّن جميع الأشخاص من الوصول والحصول على خدمات صحية متكاملة وذات نوعية متى وأينما احتاجوا إليها دون التعرّض لضائقة مالية.
وقال المركز، إن تحقيق التغطية الصحية الشاملة، سيمكّن جميع الأشخاص المقيمين على أرض المملكة من تعزيز الصحة من خلال ضمان الوقاية والعلاج والتأهيل والرعاية الملطفة بشكل مستمر، التي تساعد في اكتشاف الأمراض وخاصة السارية منها؛ ما يمكّننا من الاكتشاف المبكّر لحدوث أية أوبئة والاستعداد والاستجابة لها.
وأشار المركز إلى أن جائحة كوفيد-19 وعوامل أخرى كالفقر والبطالة والهجرات السكانية، لفتت أنظار صانعي السياسات الصحية على المستوى العالمي، وتحديدا منظمة الصحة العالمية، لأهمية إعادة توجيه النُظم الصحية لتستهدف خدمات الرعاية الصحية الأولية في إطار التغطية الصحية الشاملة.
وأشار إلى أن الأردن كان من أوائل الدول التي أدخلت مبدأ الرعاية الصحية الأولية واستحداث برنامج التطعيم الوطني ضد الأمراض السارية ضمن نظامها الصحي مباشرة بعد إعلان مبدأ الرعاية الصحية الأولية في المؤتمر الذي قادته منظمة الصحة العالمية عام 1978 في الماآتا عاصمة كازاخستان وقتذاك، حيث شاركت فيه جميع دول العالم بما فيها الأردن.
وأضاف، إن المراكز الصحية الأولية والشاملة التابعة لوزارة الصحة التي فاقت أعدادها أكثر من 700 مركز والمنتشرة في كافة أرجاء المملكة تعتبر قريبة من المواطنين وسهلة الوصول، وتقدّم خدمات الرعاية الصحية الأولية التي تشمل التشخيص الأولي والعلاج للحالات المرضية المعدية والشائعة وتوفيرها بالمجان وبأسعار رمزية في متناول الجميع.
وعادة ما تتصدى الرعاية الصحية الأولية لمعالجة المشاكل الصحية الرئيسية في المجتمع، وتقدم تبعاً لذلك خدمات لتحسين الصحة وخدمات وقائية وعلاجية وتأهيلية، وتشمل خدماتها التثقيف والتوعية بشأن المشاكل الصحية السائدة وطرق الوقاية منها والسيطرة عليها، والإمداد الكافي بالمياه النقية والإصحاح البيئي، ورعاية صحة الأم والطفل من خلال التطعيم ضد الأمراض المعدية والوقاية من الأمراض المستوطنة محلياً ومكافحتها، ومعالجة الأمراض والإصابات الشائعة في المجتمعات مع توفير الأدوية والعقاقير الأساسية بشمل مناسب ومستمر.
وكانت وزارة الصحة شكلت ما يُعرف باللجان الصحية المجتمعية التطوعية لتساعد وتعمل من خلال الموارد المتاحة محلياً وبأقل الكلف لإيجاد الحلول المناسبة للمشكلات القائمة؛ عملا بمبدأ الرعاية الصحية الأولية في مشاركة المجتمعات المحلية بالتخطيط والمتابعة والتنفيذ والمراقبة للمشكلات الصحية في مناطقها بصفتها الأقدر على تشخيص المشكلات الصحية المختلفة وإيجاد الحلول المناسبة لها.