خلال هذه الاجازة تشرفت بزيارة القائد والمعلم اللواء المتقاعد خالد محمود بني ياسين، الذي كان لي شرف الخدمة مع هذا القائد عندما كان قائد كتيبة مكافحة الارهاب ٧١ خلال عامي ٩٤ / ٩٦، لقد تعلمت من ابو مهند الكثير، وهو مدرسة في فن القيادة والأخلاق، ذو قلب ابيض نقي ناصع ، لم يكن يتحدث كثيرا ولكن افعاله واعماله وانجازاته كانت كثيرة وكبيرة في كل مكان خدم به في القوات الخاصة ، فحقا ان إنجازاته كانت هي من تتحدث عنه قبل ان نتحدث عنه او ان يتحدث هو عنها.
تشرفت بمرافقة الاخوة العميد المتقاعد كمال العودات واللواء المتقاعد مخلد الحجايا والعميد المتقاعد اسامة الزعبي والعميد المتقاعد خليل الدبوبي واعدنا شريط الذكريات في الخدمة العسكرية ، التي كان أجملها الزيارة الملكية لحضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله بن الحسين الى بيت خالد باشا، فهذه الزيارة لم تكن زياره عاديه ، بان اسمح لها انت تمر او تخرج من ذاكرتي لأنني رأيت اثارها عندما حدثنا عنها الباشا أبو مهند.
نعم ما أجمل التواضع في هذه الدنيا، ان يصدر جلالة الملك عبدالله امر للتشريفات قبل الزيارة بان لا يخرج الباشا من باب شقة لاستقباله نظرا للوضع الصحي للباشا ، لا لا والف لا.. لا اعتقد ان هناك في هذا العالم ملك او امير او رئيس دولة يتفقد رفاقه بمثل هذا الخلق الهاشمي.
نعم قد نقول انه هنا اجتمع ملك ومواطن، فالملك تميز بالتواضع والوفاء لرفاق السلاح، وهذا خلق ال هاشم الاطهار، ولكن ان يخصص الملك وقتا للزيارة ، على الرغم من الانشغالات والظروف والتحديات والتهديدات ان يجد الملك الوقت الكافي ليزور زميل خدمة عسكرية.
نعم ما أجمل القناعة في هذه الدنيا، ان يقول الملك، للباشا إذا كنت ترغب في العلاج خارج البلاد؟ ليرد الباشا لا يا سيدي اموري والحمدالله بألف خير. فالشفاء من الله "وإذا مرضت فهو يشفين" والحمدالله
والخدمات الطبية الملكية تتابع معالجتي بشكل دقيق. والطبيب المتابع لحالتي (المقدم الطبيب معتصم حناقطه) عندما سألته عن مراكز طبية للعلاج في الخارج قال لي " لا اعتقد انه في مكان بالعالم، ولكن من الممكن ان يكون هناك مركز بمستوى مركزنا الذي تتعالج به هنا ".
قد يستغرب البعض سر هذه الرابطة، فهذه الرابطة نحن نسميها رابطة الجيش واخص رابطة القوات الخاصة. ولكن لن اطيل في التعبير لأقول باسم زملائي من القوات الخاصة " سيدي عبدالله شكرا " ولاقف عند بعض الابيات من قصيدة الشاعر محمد الجواهري (رحمة الله) للراحل الملك الحسين (رحمة الله)
لأقول يا سيدي أسعف فمي ليقولا في زيارتك هذه شكرا "
لأنني وزملائي رأينا الشكر في عيون وصحة قائدنا ومعلمنا أبو مهند عند زيارته.
فلك ايها الملك الاجل مكانه.... بين الملوك، ويا اعز قبيلا
ولله درك من مهيب وادع ...نسر يطارحه الحمام هديلا
يدني البعيد من القريب سماحة...... ويؤلف الميئوس والمأمولا
ولك اخي وقائدي ومعلمي اللواء الركن المتقاعد المظلي خالد محمود بني ياسين
يا مبرئ العلل الجسام بطبه.... تأبى المروءة أن تكون عليلا
أنا في صميم الضارعين لربهم ..... ألا يريك كريهة، وجفيلا...