( لبيك فلسطين وترخص أرواحنا فداك).. قول مأثور للشيخ حديثة الخريشة، حين قرعت طبول حرب ١٩٤٨م ، وهو في السادسة والسبعين من العمر، قالها من قبل وما انقطع عنها يوماً، وها هو يرددها لكل أنحاء الأردن نداء النفير، ونادى ندهته لكل من حوله أن حي على الجهاد كان الرجل الشيخ على رأس قومه والمسموع الكلمة الأمرة التي لا جدال فيها ، وكيف لا وهي كلمة سيد القوم وكبيرهم وهي كلمة حق وللحق فتقاطر حوله الرجال والفتية من كل صوب إنهم أبناء البادية الذين نشأوا والسلاح لكل منهم قطعة من جسده، وهل من أحد يتخلى عن قدمه التي بها يسعى أو عن يده التي بها يعمل، كذلك التفوا حوله وأسلحتهم ممتشقة للأعالي أن لبيك يا فلسطين.. ولعيناك يا أبا علي لقد لبى ندهته للجهاد لا الخريشة بكل أقسامها فحسب، وإنما لبوا ندهته كل أبناء عشائر الكعابنة فرسان بادية شرق الأردن الذين أبداً لا يهابون الموت، وكان في طليعتهم شيوخهم الذين يتحرقون شوقا للاستشهاد في سبيل الله، يتفرع عنهم من رجال وفتية في الإيمان والواجب محياهم، وهبت الفرق والفروع وأقسامهما الذين نذروا أنفسهم لوحدة الأمة والذود عن حياضها من أبطال ، وكذلك ممن هم على عهد المروءة والشهامة والشجاعة أوفياء أمتهم. لقد نظم الشيخ حديثة المئات من أولئك المجاهدين على شكل أفواج وجماعات بعضها تردف بعضاً لساحات الجهاد ، وجعل قيادة المناضلين لابنه نايف الخريشة بحيث يكون رأس الرمح في القتال متمنياً له الشهادة في سبيل الله، وكان لهم الدور الكبير في المعارك التي شهدتها أرض فلسطين الطهور، وخاصة حول بيت المقدس الشريف، ثم ما لبث أن اجتمع مع ضباط وأفراد الجيش العربي من الخرشان وبني صخر قبيل المعارك وخلالها بما كان لهم من سوانح وقت ، وبما تيسر لكل منهم من وقت ووسيلة اتصال فكان يؤكد على جذوة حماسهم في القتال ويوصيهم بالاستشهاد ، وهم كثير بفضل الله وأذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر برتبهم آنذاك الرئيس خالد مجلي الخريشة، والرئيس بركات طراد الخريشة، والملازم أول حمد عبد الله أبو دخينة الخريشة، والملازم أول رفيفان الخريشة، والملازم أول عبدالله مجلي الخريشة، المرشح ضاري مشاش الخريشة  

كان المجاهد الشيخ حديثة يمد ساحة القتال في حرب ١٩٤٨م بالرجال والسلاح والعتاد والمال والأغذية والوسائل الأخرى الضرورية لاستمرار الصمود لأجل النصر وقد كان ذلك إذ انهزمت كل قوات يهود الصهيونية حول بيت المقدس، ونابلس وجنين والخليل وغيرها الكثير من المدن والقرى التي سطّر فيها أولئك الأبطال المجاهدون وقوات الجيش العربي أسطورة الملاحم القتالية والنصر المبين، حيث ارتد جنود قوات العدو خائبين بعد أن استسلم منهم للمجاهدين وقوات الجيش العربي الكثير. 

فكان الشيخ حديثة الخريشة بحق إمام المجاهدين وقائدهم في حرب ١٩٤٨م.

ضباط عشيرة الخريشة 

 كان الجيش العربي يضم في كتائبه عدداً كبيراً جداً من الخرشان وأبناء عشائر بني صخر، ضباط وضباط صف وجنودا ، بحيث كان أكبر عدد في الجيش من الضباط من عشيرة الخريشة خلال حرب ١٩٤٨م ، ومن ثم من رجال يني صخر، وهذا فخر يسجله

 • الرئيس خالد مجلي الخريشة أركان حرب الكتيبة الثالثة. التاريخ لعشيرة الخريشة ولبني صخر، ومن الخريشة

 • الرئيس بركات طراد الخريشة قائد سرية المتطوعين.

. الملازم أول حمد عبد الله أبو دخينة الخريشة قائد سرية المدرعات الأولى - الكتيبة الأولى.

الملازم أول رفيفان خالد الخريشة قائد السرية الثالثة - الكتيبة الثانية.

الملازم اول عبدالله مجلي الخريشة قائد السرية الثالثة _ الكتيبة الثانية  

  المرشح ضاري مشاش الخريشة. 

ومن ضباط بني صخر

الرئيس عكاش الزبن أركان حرب الكتيبة الثانية

 • الملازم أول زعل ارحيل قائد سرية المدرعات الثالثة - الكتيبة الثالثة.

 الملازم فناطل ثنيان المحارب مساعد قائد سرية المدرعات الأولى - الكتيبة الأولى.

 . الملازم محمد مفلح السحيم قائد سرية المشاة الثامنة. 

 المرشح علي مثقال الفايز من الكتيبة الثانية. 

. الملازم أول فريد القطب. 

وقد شارك أولئك الضباط في جميع المعارك والاشتباكات التي نشبت على أرض فلسطين خلال حرب ١٩٤٨ ، بجانب المئات من ضباط الصف والجنود الذين خرجوا من مضارب وقرى بني صخر ، مع إخوانهم من ضباط وأفراد الجيش العربي، يحدوهم الأمل بالنصر أو الشهادة،

 وقد أبدوا شجاعة عظيمة، وكان استبسالهم في القتال بحق أسطورة يرويها التاريخ بفخر واعتزاز. 

وهناك مئات المشاهد على أرض القتال وفي ميادين الحرب تروي شجاعتهم المنقطعة النظير والتي أدهشت العالم وأوقعت الرعب في قلب العدو وأجبرته على التقهقر ، وجر أذيال الهزيمة بانسحابات مخزية من ميادين القتال، وكثير من تلك الأعمال البطولية للخرشان وبني صخر سجلتها كتب التاريخ بمداد الاعتزاز والفخر بأحرف من نور، وكان لهم شرف الشهادة على أرض المعارك التي دارت رحاها حامية الوطيس على أرض فلسطين الطهور وحول بيت المقدس الشريف.

 شهداء قبيلة بني صخر  وفيما يلي قائمة بأسماء شهداء قبيلة بني صخر في حرب عام ١٩٤٨:

 (١) الرتبة الاسم تاريخ الاستشهاد

 مکان الاستشهاد 

رئيس خالد مجلي كليب الخريشة  

نائب سند ناصر سليمان الهقيش

 نائب محسن نايف بدر الهقيش 

ج١ حمدان نهار أحمد

 جندي  عطا عقله على الخضير ١

جندي  على رتعان مربوح 

جندي  مفضي ساكت شاهر الجبور

 جندي  ممدوح ظاهر ذياب الفايز 

 جندي جاسر حماده ذياب 

جندي  سالم محمد اللفتاوى 

جندي  فاضل عرقوب الخريشة ا

جندي  خلف حماد الخضير 

جندي  عبد اللطيف مفلح

 جندي مفلح فليح فلاح 

جندي  فالح مطلق محمد 

جندي  فلاح سالم هاجس

 جندي  رداد خلف شياب الزبن 

جندي ثلجي غصيب سمير.

ومن الشهداء في صفوف المجاهدين من بني صخر :

 هايل سلامه النوفل الزبن 

وعلي هجر الذياب الفايز، 

وسالم المسلط الفايز

 وسام الإقدام العسكري لأبطال بني صخر.

 وقد منحت قيادة الجيش العربي العليا ضباط وضباط صف وجنود بني صخر الأوسمة على ما أبدوا من شجاعة فائقة في تلك المعارك الخالدة، وكان أهم تلك الأوسمة وسام الإقدام العسكري، حيث صدرت قائمتان رئيسيتان بأسمائهم، الأولى في ١/ تشرين الثاني ١٩٤٨ ( الجريدة الرسمية رقم (۹٦۲) ، والثانية في ١٦ كانون الأول ١٩٤٨ ( الجريدة الرسمية رقم (٩٦٥ .

 ما نشرت أسماء قليلة متفرقه في عام ١٩٤٩م. وقد جاءت أسماء ضباط وضباط صف وجنود بني صخر على النحو التالي: 

القائمة الأولى:

 • ملازم أول زعل ارحيل. 

 ملازم أول حمد عبد الله أبو دخينة الخريشة. 

• نائب عطيش سلمان جندي أول راشد ارديني. . 

جندي أول نزال حليحل. 

القائمة الثانية : 

. رئيس خالد مجلي الخريشة ملازم أول فريد القطب.

 • ملازم أول رفيفان خالد الخريشة.

ملازم ثان فليح ماطر. 

. ملازم ثان قناطل ثنيان.

 . نائب توهان عميرة

 • جندي راشد مليحان  " 

 جندي فياض جديع الفايز.

 والشيخ بركات الطراد السلمان الخريشة وهو الذي فرّ من سجن أبو حنيك في بغداد إلى بلدته الموقر في الأردن وهو لم يتجاوز ١٤ عاماً، كان أول ابن من أبناء زعماء العشائر الأردنية الذين اختيروا لتشكيل نواة قوات البادية الأردنية. 

له تاريخ عظيم في النضال الفلسطيني والفارس طراد السلمان الخريشة عقيد بني صخر والذي قام بآخر غزوة مسجلة في تاريخ الأردن حيث عقد على بني صخر والسرحان في حرب العمارات سنة ١٩١٩ وكان ولده بركات الطراد الخريشة قد شارك في هذه الغزوة وهو لم يتجاوز ۱۳ عاماً أصبح فيما بعد العسكري الذي يحمل رقم واحد  في قوات البادية الأردنية النواة الأولى للقوات المسلحة الأردنية فيما بعد " 

. والذي الشيخ حديثة الخريشة أول المنادين بالتطوع للنضال في فلسطين : ولقد كان لأولئك الضباط وإخوانهم في الجيش العربي الصفحات المشرقة في تاريخ الأردن والمنطقة. 

 الشيخ حديثة أول المنادين بالتطوع للنضال في فلسطين.

ولقد كان لأولئك الضباط واخوانهم في الجيش العربي الصفحات المشرقة في تاربخ الأردن والمنطقة. 

وهكذا كان الشيخ حديثة أول المناظير بالتطوع للنظال في فلسطين هو وابن عمه الشيخ مجلي الكليب .ولم يتوان حديثة الخريشة يوماً عن دعم الثوار ومناصرتهم.

وكان يقدم لهم الأموال والأسلحة، مما دفع السلطات البريطانية إلى إبعاده إلى مناطق بعيدة على حدود الصحراوية .

 وهو إلى جانب ذلك من قضاة بني صخر المعروفين بالذكاء والعدل، وهب الخرشان مع أفراد بني صخر إلى النضال في فلسطين عام ١٩٤٨م وكان على رأسهم الشيخ نايف حديثة الخريشة واشتركوا في معظم المعارك التي خاضها الجيش العربي للدفاع عن فلسطين مثل معارك باب الواد واللطرون وكفار عصيون وغيرها، وقدموا عددا من أبنائهم شهداء للحق والواجب ومنهم المرحوم الشهيد النقيب خالد مجلي الخريشة والشهيد فاضل عرقوب الخريشة وغيرهما ممن كانوا في صفوف الجيش العربي الباسل.

أعداد المهندس فتحي فايز الخريشه..