عندما ندرس حياة قطعان الحيوانات الضارية في القيادة والادارة.. نجد انها سبقت الكثير من بني آدم في هذا الامر.. مع عدم وجود جامعات ومدارس يرتادونها..
قيض الله لي ان تم التواصل معي لعمل مقابلة في احدى الشركات الكبرى.. وكان المدير بريطانيا.. وعرض علي تأسيس دائرة تعنى بالتعامل مع احدى العلامات التجارية في عالم الكمبيوتر.. وطلب مني حينها بان اعود اليه بعد اسبوع لتقديم تصوري الكامل والتفصيلي لهذا الامر.. مع تأكيده بان ثلاثة قبلي تم اعطائهم الفرصة.. ولكنهم لم يفلحوا.. وفي حال قبول تصوري سأكون المدير التنفيذي لهذه الوحدة..
قمت بعمل التصور الاداري والهيكلي للوحدة.. وبدات باختيار الاسماء الفنية التي سأرشحها لكل موقع.. وبدات بالتواصل المبدأي بالاشخاص لمعرفة امكانية انضمامهم وكذلك الرواتب المتوقعة.. وكان بعضهم يتقاضى رواتب مرتفعة نوعا ما.. ولكنهم يتمتعون بشخصيات قيادية ومهارات تقنية عالية.. لم اتوانى بوضع اسمائهم وسيرهم الذاتية ومرتباتهم التي يمكن ان نقدمها لهم لاستقطابهم..
وحين قدمت مقترحي للادارة.. كان اللافت للنظر ان بعض الرواتب تساوي او تقترب من راتبي حينها.. فما كان من الإدارة الا ان وافقت على مقترحي.. وتم توقيع العقد بيني وبين تلك الشركة.. وكان اللافت انهم قاموا بزيادة راتبي.. وحين استفسرت عن ذلك.. قال لي مديري.. حتى يكون هناك فارق بينك وبين الموظفين.. ولا تتردد في تقييمهم التقييم المناسب.. وحتى لا يصل احدهم الى مستوى راتبك..
في تلك الاثناء.. تواصل معي احد الاصدقاء ممن علم بالموضوع.. وقال كيف ترشح فلان وفلان ليعملوا معك.. وهم مشهود لهم بانهم فنيا اقوياء جدا.. الا تخشى بان يتم الاستغناء عنك بعد فترة.. ووضع احدهما مكانك؟!..
الاول.. ادارتنا بريطانية.. وهؤلاء القوم يفرقون بين مهام المدير والتقني..
وثانيهما.. انني اقوى بمن يعمل معي.. فان كانوا ضعفاء.. فستكون النتيجة الفشل الحتمي.. حتى لو كنت انا ابا الإدارة..
في الختام اقول.. كم من مدير اضاع ما تم توكيله به جراء إقصاء الاقوياء من الموظفين.. ظانا انه بذلك يفرض سيطرته وافكاره دونما معارضة؟!..
ولا يعلم ذلك المسكين بان قوته بقوة من هم في فريقه.. وبرزانة ومتانة فكرهم.. ونظرتهم الثاقبة.. ودأبهم على ممارسة الصلاحيات بشكلها الامثل للنهوض بدوائرهم واقسامهم.. وبالمؤكد سيكونون عونا وظهيرا للمدير.. وليسوا ضده..
فحسب عالَم الحيوان الذي يشتهر بمبدأ العمل الجماعي بالاغلب.. خير لك ان تكون ذئبا على رأس قطيع من الذئاب.. من أن تكون ذئبا على رأس قطيع من الخراف..