ما الذي حدث لأردوغان قبل تدشينه محطة أوكيو حيث أغمي عليه بعد إصابته بالغثيان! فهل تم تسميمه بمعادن ثقيلة بسبب علاقته المتميزة مع بوتين التي تمخض عنها بناء محطة أكويو النووية بإشراف روسي، وقبل خوضه الانتخابات الرئاسية القادمة!
أروغان أصيب باضطرابات في القلب بعد ما قيل أنه تسمم بمعدن ثقيل يستعمل عادة في العمليات الخاصة -وفق المخابرات الروسية- ؛ لكن التسميم كما يبدو جاء خفيفاً دون ضمان سلامة المصاب، بحيث أن من مميزاته القتل البطيء الذي لن يترك أثراً تشير إليه، إذا لم يُعَجَّلُ بحقن الضحية بالترياق المناسب.
المتحدث باسم حزب التنمبة والعدالة، ياسين أقطاي، حاول التخفيف من حدة الخبر فصرح بأن أرلدوغان أصيب بالرشح وما رافق ذلك من مضاعفات كالدوار والغثيان؛ ما أدّى إلى إلغاء زيارة كانت مشتركة لأردوغان مع بوتين لتدشين أول محطة نووية تركية، "محطة أكويو" التي شيدتها شركة روساتوم الروسية الحكومية للطاقة النووية.
وسيسمح المشروع، الذي تبلغ تكلفته 20 مليار دولار وقدرته 4800 ميغاوات ويتضمن بناء أربعة مفاعلات نووية في قرية أكويو المطلة على البحر المتوسط، بانضمام تركيا إلى الدول القليلة التي تمتلك طاقة نووية مدنية.
وتشارك روسيا في بناء محطة أكويو النووية التي بُدِأَ العملُ بها في أبريل 2018، وستكون أول محطة طاقة نووية في تركيا.
ومن المتوقع أن تولد المحطة، التي سَتُزَوَّدْ بمفاعلات روسية متقدمة من طراز "VVER-1200"، حوالي 35 مليار كيلوواط/ ساعة.
وتعتبر محطة " أكويو" أول مشروع في العالم لمحطة كهروذرية يتم تنفيذها فيما ستمتلكها روسيا وتديرها.
وفي وقت سابق أثناء لقاء تلفزيوني في 29 مارس 2023، صرح أردوغان بأن ظهور بوتين عبر فيديو كونترانس يُعَدُّ مرفوضاً على صعيد غربي.
أي أن مشاريع الطاقة الروسية التركية تغيظ الغرب وتسجل على تركيا النقاط الكثيرة كونها عضواً في الناتو المنشغل في حربه الطاحنة مع روسيا.
فهل لذلك علاقة بمحاولة التسميم التي تعرض لها أردوغان من باب سياسة فرك الأذن؟
أم أن العملية كانت مقصودة لاغتيال أردوغان بالسم البطيئ الذي لا يترك وراءه أثراً؛ لولا عناية الله التي جعلت آثار السم خفيفة!
وعليه فإن الرسالة من وراء محاولة التسميم الفاشلة -كما يبدو- جاءت للترهيب وبالتالي التأثير على أردوغان وإرباك خطواته، أي أن جرعة السم كانت خفيفة إلا أنها عطلت من حركته.. وأنه من المبكر تقييم حالته الصحية والتأكد من سلامة وظائفه الحيوية إلا بعد مرور 75 ساعة من وقت تسميمه.
من جهتها المخابرات الفرنسية أشارت إلى أن ما جرى مع أردوغان هو احتشاء في عضلة القلب، ما تسبب في نقص كمية الأكسجين في الدم والدماغ، وذلك خلافاً لما أكده أطباء أردوغان في أن أسباب الغثيان الذي أصابه ناجم عن اضطرابات في المعدة أو ما يعرف بالعدوى المعدية أو انفلونزا المعدة.
ويُعَرَّفُ التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي غالبًا باسم إنفلونزا المعدة، وأكثر طرق الإصابة تكون عبر الاتصال بشخصٍ مصاب وهو من المرجح أن يكون قد حدث، أو بتناوُل أطعمة أو مياه ملوثة. ومن المرجح أن يتماثل المصاب للشفاء دون حدوث مضاعفات. ولكنه أيضاً يمكن أن يؤدي إلى الوفاة في حالة الرُّضَّع والمسنِّين والأشخاص ذوي الأجهزة المناعية الضعيفة، هذا ما لم يثبت تسمم أردوغان بالعناصر الثقيلة التي تحتاج إلى ترياق لإبطال مفعولها.
وعقب ذلك تم إلغاء زيارة أردوغان التي كان من المزمع القيام بها اليوم إلى محطة أكويو النووية؛ لا بل تعذر عليه وفق مستشاريه القيام بالافتتاح عبر فيديو العرض الإلكتروني الذكي.
وقد صرح أردوغان الراقد على سرير الشفاء، قائلاً :
"اليوم يجب أن أرتاح حسب نصيحة أطبائي".
فيما تم الاطمئنان عليه من قبل الرئيس الروسي بوتين هاتفياً؛ لأهمية ما يجمع بين الرجلين مع علاقات وطيدة تجلت بالدعم التركي غير المباشر لروسيا في حربها مع الناتو إلى جانب الشراكة الروسية التركية في بناء منشآت الطاقة بأنواعها ناهيك عن سهولة حركة بوتين في تركيا التي لم توقع على اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، حيث أدانت بوتين وتطالب الدول الأعضاء بتسليمه.
من جهته أرسل بوتين مستشاراً طبياً خاصاً إلى صديقه أردوغان للتأكد من حالة التسمم التي قيل بأنه أصيب بها بواسطة المعادن الثقيلة، توافقاً مع توقعات المخابرات الروسية التي لديها خبرة في كشف مثل هذا النوع من السموم وتحضير الترياق المُبْطِلْ له قبل استفحاله؛ لأنه قاتل بطيء من شأنه أن ينهك الضحية قبل الإجهاز عليها، وهو إجراء تبادر (كي جي بي) الروسية إلى القيام به من باب السلامة لرجل تركيا القوي الذي تربطه ببوتين علاقة وطيدة.
ورغم ذلك فالموضوع برمته ما يزال طور التكهنات وفي عهدة المخابرات التركية وطبيب اردوغان الخاص.
ووفق كل التقديرات فإن ما جرى من شأنه أيضاً أن يزيد من سبل الحماية الأمنية والصحية لأهم زعماء العالم ممن بيدهم الكثير من المفاتيح الإقليمية.