لفت نظري الأسبوع الماضي خبرا في و سائل الإعلام، يقول إن رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأردنية، اللواء الركن يوسف الحنيطي، قد قام بزيارة إلى الجمهورية الجزائرية الشقيقة استغرقت يوما واحداً ،اي أنه قطع أكثر من ثلاثة آلاف كيلو متر طيران ذهابا ومثلها عودة، علما بأن أسرع رحلة جوية بين عمان والجزائر تستغرق ثلاث ساعات وأربعين دقيقة ،اي أن الرجل أمضى أكثر من سبع ساعات طيران، هذا اذا توفر خط طيران مباشر،ليقضي بضعة ساعات في الجزائر لإنجاز المهمة التي سافر من اجلها، وفي معلوماتي أن الرجل يذهب في عمل رسمي إلى الولايات المتحدة الأمريكية ويعود في اقل من ثلاثة أيام ،وان معظم سفراته لا تزيد عن يوما واحدا.
هذا الأداء من قائد الجيش سببا للحديث مجدداً عن سفريات الوفود الرسمية والمسؤولين ،ومع التسليم بأهمية هذه الوفود ودورها
في تعزيز التعاون الثنائي بين الدول، وكذلك في تعزيز الحضور الدولي والإقليمي للدولة ،غير أن مايجري في معظم
الأحيان لا يؤدي إلى ذلك ،لان الكثير من سفرات الوفود والمسؤولين تتحول الى رحلات سياحية يسعى المشاركون فيها إلى إطالة مدتها للاستمتاع من جهة ولتعظيم بدل السفر من جهة اخر،والادهى والأمر تركيبة الكثير من الوفود ففي كثير من الأحيان يتم تشكيل الوفود على قاعدة الدور بين الموظفين وليس على أساس الكفاءة والحاجة ومصالح الأردن العليا،بل أن بعض المسؤولين يعاملون السفرات الرسمية كجائزة ترضية ومكافأة لمحاسيبه من العاملين معه.
قضية أخرى متعلقة بسفر الوفود والمسؤولين ،هي هل يقدم هؤلاء تقارير لمراجعهم عن ماجرى في زياراتهم الرسمية ؟,وهل تتم متابعة مايتم نتائج هذه الزيارات،ام يتم الاكتفاء بمتعة السياحة ،التي يبدو أن قائد الجيش حرم نفسة منها ،وهو يقصر سفره على عدد ساعات العمل التي يحتاج إليها إنجاز المهمة.