يتردد بكثرة هذه الايام عبارة أحزاب وطنية ،وهنا دعوني اقول لكم شهادتي من التاريخ،أن كل الأحزاب التي تشكلت سابقاً في وطني كانت تتبع أو تدار من دول أخرى،ومن لديه شك فيما اكتب فليراجع صفحات التاريخ، فما يدريك فلعل التاريخ يستنسخ نفسه.
ففي منتصف التسعينيات اشتكت قيادات الاخوان المسلمين للملك الحسين من شدة قبضة المخابرات عليهم، وتطاولها على بعض قياداتهم بتضييق الخناق عليهم، فدعاهم الملك الحسين لاجتماع مغلق في القصر لم يتوقعوه ، فتفاجئوا بوجود مدير المخابرات العامة مصطفى القيسي، فأمرهم الملك بالتحدث أمامه بإسهاب عن الظلم الذي يواجهونه من المخابرات العامة.
فطلب مدير المخابرات العامة الحديث من جلالة الملك ،فأخرج ملفاً يتضمن اجتماعات ولقاءات قيادات الاخوان على الساحتين الاردنية والعربية والدولية مع اعداء الاردن واصدقائه بالتفصيل باليوم والتاريخ والساعة والمكان،مدعوماً بنية الاخوان تشكيل جناح عسكري شبيهاً بجناح حماس العسكري، فاصيب قادة الاخوان بالذهول الشديد من هول ما سمعوا من تفصيل لمؤامراتهم منعهم من الرد على القيسي ولو بكلمة واحدة.
هذه قصة من قصص أحزاب ينتظرونها لتحكم الاردن، وتدير شؤونه.