جاء في الصفحة السادسة من كتابي (مِن الكسّارة إلى الوزارة): "إلى النساء اللواتي ذُدْنَ عنّي؛ أمّي جظّة بنت مزعل مشري، وجدتي فضيّة بنت محمد حرارة، وإلى أمّهات الرضاعة الكريمات؛ أمي الحويطية سالمة مسلّم العواسا النجادات، وأمي الجْبِليّة بخيتة محمد الحُمّادة المساعيد، وأمي الكردية العراقية التي لم أتمكّن من معرفة اسمها".
الكرد ليسوا أخوتي فحسب، بل هم أخوالي الكرام الذين اعتز بهم والذين أورثوني عنادي الجميل، المتقطر لي مع حليب الرضاعة النبيل من أمي الرحيمة "دايكى دلوڤان".
وأكراد الأردن الذين لاذوا به فرارا من عسف دول الإقليم في مطلع القرن الماضي وحتى أربعينياته، ساهموا في بناء الأردن وتأسيسه واندمجوا اندماجاً تاماً في بلادنا التي ما ميّزت ذرةً واحدة، بينهم وبين إخوانهم الأردنيين.
فقد تولى المفكر سعد جمعة الأيوبي، وهو من مواليد مدينتي الطفيلة عام 1916، رئاسة الحكومة مرتين عام 1967. وتولى شقيقاه سعد الدين وصلاح الدين المنصب الوزاري.
ووصل الفريق الركن الطيار صالح باشا الكردي إلى موقع نائب القائد العام للقوات المسلحة وقائد سلاح الجو الملكي الأردني، إضافة إلى مئات الأكراد الأردنيين الذين قدموا لبلادنا الطيبات والخيرات.
وحسب الأستاذ زياد أبو غنيمة فإن الأكراد كانوا بين مستقبلي سمو الأمير عبد الله بن الحسين يوم قدومه إلى معان عام 1920.
وعندما شرع الأمير عبد الله بن الحسين في تأسيس الجيش الأردني كان من بين مؤسِّسي الجيش والدرك ضباط من أصل كردي أمثال الرئيس خليل بكر ظاظا والرئيس نظمي خليل بدر خان، والضابط مصطفى المـِلي، والزعيم رشيد المدفعي.
وشارك الأكراد الموجودون في دول الخليج العربي في تشكيل المؤسسات العسكرية والأمنية، فمثلاً كان أول قائد للحرس الملكي السعودي كردياُ.
وحين وقع عدوان 1967 كانت الثورة الكردية في قمتها ضد الحكومة العراقية، ولما دخل الجيش العراقي الحرب مع إسرائيل، قرر الزعيم الملا مصطفى البارزاني وقف إطلاق النار مع الجيش العراقي.
يقدر عدد الأكراد الأردنيين بين 80-100 ألف مواطن، كانت وصية الزعيم الكردي الكبير الكاكا مسعود البارزاني لهم في مقابلته مع داما الكردي للتلفزيون الأردني قبل 7 سنوات: حافظوا على الأردن الحبيب الذي نحبه ويحبنا، وظلوا أردنيين صالحين.