استمرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بعدم الالتزام والتنكر لقرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة، وتقويض الأسس التي قامت عليها عملية السلام برعاية دولية، وعدم استجابة حكومة الاحتلال للتحذيرات الفلسطينية والعربية والدولية لخطورة هذه الجرائم المدانة والمرفوضة وما اعلنت عنه حكومة الاحتلال المتطرفة من خطط وسياسات بدأت بتنفيذها على الأرض وبما يشمل جرائم التطهير العرقي والتمييز العنصري ومواصلة الاعتداءات على مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية واستباحة المسجد الأقصى وتكثيف عمليات الاستيطان وضم الأراضي وهدم المنازل سوف يقود المنطقة الى المزيد من التخبط والإرباك والانفجار الشامل .
حكومة الاحتلال تتحمل المسؤولية الكاملة عن تداعيات مسيرة الأعلام الاستفزازية للمستوطنين ونتائجها التي تنعكس على مجريات الاحداث ليس فقط في مدينة القدس وإنما على ساحة الصراع كون أن تنظيم هذه المسيرة سنوياً يكشف طبيعة السياسة العنصرية لدولة الاحتلال وهو بمثابة دليل قاطع لمن يريد أن يفهم من المجتمع الدولي أن القدس مغتصبة وليست موحدة وأنها جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة .
وبكل الاتجاهات والمواقف تكشف المسيرة التي تدعمها حكومة التطرف الاسرائيلية حقيقة الفكر الاسرائيلي والعنصرية التي تقوم عليها السياسة الاسرائيلية وطبيعة تداعيات ما ستؤول إليه الأوضاع بسبب هذه المسيرة المشؤومة، خاصة ما يرافقها من إعادة احتلال للمدينة المقدسة بآلاف العناصر من شرطة الاحتلال وجيشه والتهديدات التحريضية باقتحام المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المواطنين الفلسطينيين ومحلاتهم التجارية وكذلك حملات الشتائم والشعارات العنصرية والتحريضية التي يطلقها عادة المشاركون في مثل هذه المسيرة، وشل حركة المواطنين الفلسطينيين المقدسيين ومنعهم من الوصول إلى مصادر رزقهم والمراكز الصحية والتعليمية والمستشفيات، وغيرها من مظاهر الحقد والكراهية التي ترافق المسيرة المشؤومة .
ما من شك بان الانتهاكات المستمرة والممارسات المستفزة من قبل قوات الاحتلال واقتحام المدن الفلسطينية بات يشكل خطورة كبيرة على الوضع القائم وسوف يؤدي الى تدهور وتفجير المنطقة بأكملها في ظل تصعيد ممارسات القمع والتنكيل من قبل حكومة الاحتلال الاكثر تطرفا في تاريخ دولة الاحتلال وباتت تفرض واقع وأزمات جديدة سوف تزيد الامور تعقيدا في ظل حالة الفوضى التي باتت تعاني منها تلك الحكومة حيث وتسويقها لرواية كاذبة للمجتمع الدولي تتنافي مع حقيقة ما يجري من ممارسات بداخل الاراضي المحتلة .
جرائم المستوطنين المتواصلة ستقود المنطقة الى المزيد من اعمال العنف وتأجيج الصراع القائم والمحتدم نتيجة استمرار جريمة الاعتداء الهمجي التي يقوم بها أعضاء المجموعات الصهيونية المتطرفة والسماح لأعضاء المجموعات الصهيونية المتطرفة بالتجول في أحياء القدس القديمة واستعداداهم للاعتداء على أهالي البلدة الآمنين حيث يعتبر ذلك تواطؤا بالاعتداء وتساهل مع المجرمين وحمايتهم من قبل حكومة التطرف .
لا يمكن استمرار الصمت من قبل المجتمع الدولي امام مسيرة الأعلام الاستفزازية والتي تترافق مع اقتحامات المستوطنين اليومية للمسجد الأقصى المبارك، يضاف إليها الاعتداءات المتكررة على المصلين والمرابطين، وسياسة هدم المنازل وتشريد العائلات، والقمع والتنكيل بحقّ المقدسيين، و"أسرلة" التعليم والمناهج وإمام تلك المؤشرات وتصاعد الممارسات الاسرائيلية يجب على المجتمع الدولي توفير الحماية للشعب الفلسطيني ولا بد من التصدي للمحاولات التي تمارسها عصابات المستوطنين والهادفة لطمس الهوية الإسلامية والعربية والفلسطينية لمدينة القدس من خلال مخططاتها التهويدية وأن الشعب الفلسطيني سيفشل هذه المحاولات بصموده وتشبثه بحقوقه التاريخية ومواصلة نضاله حتى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .