ناقش نقاد وكتاب ومثقفون، الأثر الثقافي للأدب الأندلسي، في الندوة التي أقيمت مساء أمس الثلاثاء، في قاعة روكس العزيزي في اتحاد الكتاب الأردنيين بعمان، والتي نظمها الاتحاد بالتعاون مع المركز الثقافي التركي وصالون الأدب والثقافة.
واستعرض المتحدثون دور الأدب الأندلسي وتكامله مع الثقافة العربية وانعكاسهما على بعضهما البعض في الرؤية والحداثة والتفكير الناقد.
وتحدث المفكر المغربي الدكتور حسن أوريد، عن تأثير الأدب الأندلسي على الثقافة العربية بشكل عام، وأدب المغرب العربي بشكل خاص، مشيراً إلى أن الأدب الأندلسي لخص فكرة التعايش بين نسيج المجتمع عبر المزج بين الروح والعقل، وأن هذه الفكرة هي من أوجدت التشابه بين الأدب الأندلسي ونظيره العربي في بعض مفاصله.
فيما تطرق وزير الثقافة الأردني الأسبق، عضو رابطة الكتاب الأردنيين، عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، الدكتور صلاح جرار، إلى أهمية المعرفة لدى المجتمع الأندلسي ورغبة الناس هناك بالتزود من كل المعارف.
وبين أن المخالط للأندلس وأدبها وحضارتها، يبقى في حالة حنين دائم إلى ما عايشه، لافتا إلى إصداره كتابا عن "جوانب منسية من الحضارة الأندلسية"، كشف فيه عن جوانب لم يتطرق لها أصحاب الكتب التي تروي تاريخ الأندلس، وهي الجوانب الإنسانية والفنية والعمرانية.
بدوره، قال مدير المركز الثقافي التركي في عمان أنصار فرات، إن أهل الأندلس تلقوا معارفهم وعلومهم من ثقافة بلاد الشام والجزيرة العربية، وثقافة المغرب العربي، إضافة إلى الثقافة الأوروبية، ما أدى إلى نشوء نهضة حضارية كبيرة في جميع نواحي إسبانيا، ما منح الحضارة الأندلسية صفة الثقافة العابرة للمكان.
وفي الندوة التي أدارها الدكتور محمد المناصير، بحضور رئيس اتحاد الكتاب عليان العدوان، سلط المؤرخ والباحث عمر العرموطي في مداخلته، على وصول أثر الثقافة الأندلسية إلى المشرق العربي عبر المغرب، وأن كثرة الكتب والمؤلفات من مختلف صنوف الأدب وكثرة إقبال الناس على مجالس العلم والأدب، ساهم في تعزيز حضور الأدب الأندلسي عربياً.